خدمة الوطن انتماء وإبداع

ت + ت - الحجم الطبيعي

إن خدمة الوطن من أشرف المهام التي يجود بها الإنسان، ليكون بذلك جندياً من جنود الوطن الذين يسهمون في بنائه ورفعته وازدهاره ومنعته، ويضع بصمات مشرقة في أي مجال كان، وعلى كافة المستويات، بحُسن منطقه، وجميل أفعاله، وجودة أفكاره، وبراعة إنجازاته، فهو طاقة إيجابية متجددة، يُسخِّر عقله وجوارحه في رقي وطنه ونهضة مجتمعه، وهو كالشمس في سطوع أنواره على من حوله، تعاوناً ووئاماً وتسامحاً وعملاً بروح الفريق الواحد وعطاء متدفقاً لا ينضب.

إن خدمة الوطن مهمة جليلة، تنبع من قيم مترسخة أصيلة في وجدان الإنسان، ومن أهمها قيم الانتماء والولاء للوطن، التي تنبع من إيمان الفرد بوطنه، وعمق ارتباطه به، وتعكس معاني الحب والعشق لتراب الوطن ومائه وهوائه وأرضه وسمائه، وتدفعه لممارسة المواطنة الصالحة واقعاً حياً أينما كان، في حله وترحاله، أخلاقاً وسلوكاً وإنجازاً وأداءً للحقوق وقياماً بالمسؤوليات والواجبات.

إن الوطن أعز ما يملكه الإنسان، وتلك فطرة أصيلة وقيمة إنسانية تغنى بها الشعراء والحكماء، فكيف لو كان هذا الوطن وطناً مزدهراً كدولة الإمارات، تحضن أبناءها، وتحنو عليهم، وتفتح لهم أبواب السعادة وآفاق الريادة، وتتنافس في راحتهم وتوفير أرقى الحياة الكريمة لهم، بما ليس له مثيل ولا نظير، وبما لا يحول دونه التحديات، وقد كانت جائحة كورونا خير دليل وبرهان، فقد تجلت فيها عناية الإمارات بشعبها والمقيمين على أرضها عناية فائقة، وقاية وعلاجاً ودعماً لهم في شتى النواحي، فكيف بعد هذا لا تنبض القلوب بحبها، وتشدو الألسنة في هواها، وتنتفض الأرواح إذا انتقصها حاقد أو حاسد.

وتتأكد تلك المعاني كلها في ظل نعمة عظيمة حبانا الله بها، وهي نعمة القيادة الحكيمة الرحيمة الحانية، التي تعتبر راحة شعبها أسمى أهدافها، وإسعادهم أهم غاياتها، ولا تتوانى عن إطلاق المبادرات والبرامج والمشاريع لدعمهم والارتقاء بهم، واحتضان مواهبهم وإبداعاتهم وابتكاراتهم، ليكونوا خير بناة لوطنهم، ويسهموا بفاعلية في خدمتها وازدهارها، ولذلك تتجدد في دولة الإمارات باستمرار ملاحم التلاحم وصور التكاتف في كل مناسبة وفي كل وقت وحين، في علاقة مجتمعية وثيقة قائمة على الاحترام والثقة والمحبة والوئام بين القيادة والشعب، والعالم كله يشهد ذلك، حتى أصبحت دولة الإمارات مضرباً للمثل في اتحادها وبيتها المتوحد.

وإذا كنا نتحدث عن خدمة الوطن فإننا نتحدث عن القيم التي تعين على تحقيق ذلك بأرقى تجلياته، ومن أهمها قيم الإبداع والابتكار، ومما هو لافت لكل ناظر أنه إذا ذُكرت دولة الإمارات ذُكر معها الإبداع، حتى أصبح ذلك سمة بارزة لها، وأضحى ثقافة مجتمعية لدى الصغير والكبير، وأساساً متيناً من أسس خدمة الوطن بكفاءة واقتدار، في ظل المشاريع والمبادرات الوطنية النوعية، وفي ظل المعارض العالمية التي تستضيفها الدولة، ومن أهمها معرض إكسبو 2020، الذي يعرض الإنجازات المبتكرة القادمة من شتى دول العالم وقاراته، بما يواكب التحديات الجديدة الراهنة، ويرسخ لمبدأ الحلول التنموية المستدامة، التي تُسخِّر أرقى ما توصل إليه البشر في نفع البشرية جمعاء.

إن هذا الواقع المشرق يحتم على الإنسان كي يرتقي في خدمة وطنه أن يتحلى بثقافة الإبداع والابتكار، ويجعل ذلك جزءاً أساسياً من مسيرته الحياتية والمهنية، وما يتطلبه ذلك من السعي الدؤوب لتطوير نفسه، واكتساب المعارف والمهارات الجديدة، والاطلاع على التجارب المتنوعة التي تثريه، وتساعده على الإسهام بفاعلية في الارتقاء بنفسه وأسرته ووظيفته ومجتمعه ووطنه.

وتتأكد هذه الثقافة الإبداعية في وطن كدولة الإمارات، التي تتنافس في ميادين الإبداع والابتكار، وتتسابق في إحراز المراكز الأولى في مؤشرات التنافس العالمية، وتستند إلى أبنائها ليكونوا خير سند وعون ودعم لها في مسيرتها المشرقة، مسيرة الصدارة والريادة والتميز.

ما أجمل أن نكون جنوداً أوفياء لوطننا الاستثنائي، بأفكارنا الاستثنائية، ومواهبنا وإبداعاتنا المتألقة، ونهجنا المستمر في التطوير والرقي، فما الوطن إلا بأبنائه، بهم يرتقي، وبهم يحلق في سماء التميز والإبداع.

Email