توقف والتقط أنفاسك

ت + ت - الحجم الطبيعي

للحياة التي نعيشها متطلبات متعددة، تجعلنا في انشغال مستمر ولا نكاد نتوقف، مهام داخل المنزل وأخرى خارجه من التعليم والعمل ومتطلبات تكاد لا تنتهي.

ازدحام واكتظاظ، وكثير من المهام الحياتية التي تتطلب تعاملاً يومياً معها، وبعد هذا كله، وعندما نتوقف للحظات نمضي بقية الوقت في تصفح هواتفنا الذكية الصغيرة التي نحملها معنا في كل مكان، والتي تنبهنا الرسائل المتوالية فيها لكل ما يحدث وما نهتم به، فالتطبيقات متعددة وأنواعها كثيرة، وهواتفنا الذكية ممتلئة بها، وقبل هذا وبعده، لا ننسى أن الإنسان كائن اجتماعي له متطلبات في لقاء الأصدقاء والأقارب، وحضور المناسبات العامة والخاصة، وإن جمعت هذه المهام وفكرت في كثير من المهام الأخرى ستجد أن حياتنا عبارة عن حركة مستمرة والكثير من هذه الحركة في غير إنتاجية أو غير فائدة حقيقية، والذي نكتسبه هو الإرهاق الجسدي والتعب النفسي والتوتر والقلق، والشعور الدائم بضيق الوقت، لذا تنبع الحاجة للاسترخاء، وهي عبارة عن محاولة لتغيير هذا النسق المتعب المرهق، والتعريف الحقيقي له هو التوقف لبعض الوقت عن تلك المهام التي تستنزف الطاقة العقلية والجسدية. وعند الاستراحة أو الاسترخاء، نحتاج أن نفكر بشكل صحيح، ونراجع المهام التي نقوم بها، نراجع الذي نمارسه بشكل متكرر ودائم، والذي يستنزفنا ويستهلك الكثير من الوقت الثمين الذي نحتاجه، هذه المراجعة مفيدة، لأنها تمكننا من حذف تلك المهام غير الضرورية والتي لا طائل من ورائها والتي تسبب تأخرنا وتكون على حساب الأعمال والمهام الحيوية والمهمة، دون مثل هذه المراجعة الشفافة العميقة، لن تكون لفترة الاسترخاء أو الراحة أي فائدة، ستكون بمثابة شحن للطاقة وتجديد للنشاط ثم العودة للمربع نفسه، الذي يتعبنا ويرهقنا وفي اللحظة نفسها لا يساهم في تقدمنا ولا في تعزيز حضورنا أو يدفع بنا نحو تحقيق النجاح. توقف، التقط الأنفاس، جدد نشاطك، ولكن لا تعود للمكان نفسه وللمهام نفسها.

Email