الوقت الصحي

ت + ت - الحجم الطبيعي

البعض يعاني من حالة خوف تتعلق بالمستقبل والقادم من الأيام، يعيش حالة من القلق والتوتر، عما تخفيه الأيام القادمة، هل سيتم إنهاء عقد عمله؟ أم سيتعثر في اختبار ما؟ أم سيفشل في تقديم مشروع يقوم بإعداده؟ هل سينجح ويحقق الرفاه المادي؟ هل سيتمكن من توفير حياة جميلة لأطفاله؟ وهناك مئات من مثل هذه التساؤلات المحيرة التي تتعلق بالمستقبل. تتعدد المخاوف والأسباب، والحقيقة أن مثل هذه المخاوف التي تظهر في تلك التساؤلات إن بقيت في حدها الأدنى وتم السيطرة عليها قد تكون دافعاً للعمل والإنجاز والجدية، لكن المشكلة دوماً خروجها عن المألوف وعن الطبيعي لتتحول إلى حالة نفسية مرضية. من بين النصائح المهمة للخروج من حالة الخوف والقلق، الانغماس في اللحظة التي نعيشها الآن، بمعنى التعامل مع الحاضر بكل موضوعية ومهنية، والاهتمام بالحاضر وتطوير النفس والتدريب وزيادة المعارف والمعلومات واحدة من أهم العوامل التي يمكن أن تواجه حالة القلق والتوتر والخوف من المستقبل، بل قد تكون باعثة للاطمئنان على المستقبل وما قد يحدث فيه. وكما يقول الكاتب الألماني إيكارت تول مؤلف كتاب «قوة الآن»: القوة لإيجاد مستقبل أفضل موجودة في اللحظة الحالية، أنت توجد مستقبلاً جيداً من خلال إيجاد حاضر جيد. لذا تعتبر الطريقة الفعالة والمفيدة لنا هي البقاء في الوقت الصحي، وهذا يعني التركيز على هذا الوقت وألا يمضي دون فائدة، دون معلومة جديدة تضاف لعقولنا، استغلال الحاضر وما نملك فيه من قوة ومن حضور للتأثير على الغد. الانشغال بالوقت الصحي، تعني انشغالك بالأولويات، ومنح الحاضر واللحظة الآنية الاهتمام والعناية، والنتيجة ستكون في المستقبل القريب، وستراها مفعمة بالجمال. الوقت الصحي، هو الآن، هو الحاضر، فلا تهتم بما حدث في الماضي ولا تنشغل بالمستقبل، لأن التخطيط للقادم من الأيام لا تتم دون حاضر قوي مفعم بالتعليم والمعرفة وأيضاً بالعمل والمهنية.

Email