العيد وصفاء النفوس

ت + ت - الحجم الطبيعي

يطل عيد الأضحى هذا العام في عالم مليء بالحزن والدموع بسبب تداعيات كورونا والحروب، ونتمنى أن يكون دافعاً لإيصال فرحة العيد لكل البشرية، بغض النظر عن العرق واللغة واللون والثقافة والجغرافيا، ما أحوجنا اليوم أن نجعل هذا العيد فرصة لبث الأمل في قلوب أحبطها اليأس، وأحاط بها القنوط، فقد آن الأوان لترميم كل التصدعات التي باتت تستشري في الأمة سريان النار في الهشيم، لكي يعود كل فرقاء ومتناحرين إلى رشدهم لتتصافى نفوسهم، وتتسع صدورهم، وأن يكون العيد عنواناً حقيقياً للتواصل والتراحم والعفو، وكل معاني الحب والخير.

يأتي العيد والأمة العربية والإسلامية ليست في أحسن حال، وهي منذ سنوات مسرح لحروب وأزمات خانقة، حيث دبت الفرقة بین أبناء القطر الواحد، فلبنان يقاوم الانهيار بعد استقالة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، وفلسطين تواجه الاحتلال والانشقاقات الداخلية، وليبيا تدافع عن الخيارات الدستورية وتقاوم المخططات الخارجية، والعراق يدافع عن الاستحقاق الانتخابي أمام سطوة الميليشيات، وسوريا تتلمس النهوض، ونتمنى أن يحمل هذا العيد معه بشائرحلحلة لكل الملفات العالقة، كي يعود كل الفرقاء والمتناحرين إلى رشدهم لتتصافى نفوسهم وتتسع صدورهم وينسون أحقادهم، بما يساهم في نبذ أسباب الفرقة والشقاق، لتفويت الفرصة على المتربصين بأمن أمتنا واستقرارها.

ورغم كل الجراح والمآسي تشع أنوار العيد ويتجدد الأمل في غد أفضل، فالعيد مناسبة لمراجعة النفس والتأمل بأحوال الأمة التي تتجاذبها الصراعات. فما نحتاجه اليوم هو وحدة الصف، بعيداً عن التصنيفات السياسية والمناطقية والطائفية، وأن يتضامن البشر مع بعضهم كأخوة، لبناء نظام جديد فيه رحمة ومحبة وتسامح وسلام والعمل على إيقاف آلة الحرب والسلاح والدمار وإحلال السلام. ولتصفو مناخات الود، وتتعمق أرضيات الإخاء ليكون العيد محطة أمل ورجاء لمستقبل أفضل، وبوابة فرج للخروج من المرحلة الصعبة التي يمر بها العالم من الوباء.

Email