تخلّص من التفكير السلبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

قد يقرر أحدهم أن يغير حياته للأفضل، فيبدأ بإدخال عادة صحية إلى جدوله، كالالتزام بالطعام الصحي، أو الذهاب للنادي الرياضي، أو قراءة كتاب كل أسبوع، ومع هذا، فإنه لا يشعر بالتغير الإيجابي، أو الأثر المنشود على حياته، ما السبب إذن؟ يقال: إنه عندما يغير الإنسان عاداته، فإن حياته تتغير.

ورغم بساطة هذه الجملة وعفويتها، إلا أنها تعتبر صحيحة تماماً، وهي أيضاً تحتاج لمزيد من التفصيل. كمية العادات الصحية التي يقوم بها الإنسان لا تهم، طالما أنه لم يتخلص من عاداته السلبية أولاً، التخلص من العادات السلبية اليومية التي نمارسها دون أن نشعر، أهم من القيام بروتين صباحي أو ممارسة اليوغا، أو قراءة كتاب أسبوعياً.

هذه العادات الجيدة، لن يكون لها أثر إلا إذا برعنا بالتحرر من نمط حياة سمّي، كان يسيطر علينا دون أن نشعر. هناك عدة عادات سيئة يقوم بها البعض، والتي من شأنها أن تكسر النجاح، وتبعد الفرص الحيوية والهامة عنا، منها عادة التفكير الطويل، والمبالغة بالأمور. هل لاحظت أنك قد تصرف النظر عن أمر ما، لأنك استغرقت وقتاً طويلاً في التفكير فيه، وفي كل تفاصيله؟ بطبيعة الحال، أقصد هنا التفكير السلبي، غير المعتمد على المعلومات والمعارف، التفكير المشحون، ولنتذكر أن القرارات العظيمة لا يصنعها التفكير القهري والقلق والتوتر، إنما التخطيط وتوفر المعلومات والمعرفة.

من المهم أن ندع الأمور تأخذ مجراها العفوي، ونسير في اتجاهها، ولا نخشى من ارتكاب الأخطاء، وفي اللحظة نفسها، نتوقف عن المبالغة في تقدير الأمور، فالحقيقة أن تضييع الوقت بالتفكير الزائد والمبالَغ فيه، قد يوهمنا أننا نتصرف بذكاء، ولكن الحقيقة هي أننا نمضي ساعات وساعات، دون تحقيق أي نتيجة تذكر. التخلص من التفكير السلبي، أهم من تغيير العادات السلبية، والتغيير في مجمله نحو الإيجابية ومراجعة النفس، على درجة عالية من الأهمية، لكل إنسان ينشد النجاح والتميز والتفوق.

Email