خطوة صغيرة ومفعول السحر

ت + ت - الحجم الطبيعي

يتفرع عن مصطلح الإدارة المالية عدة بنود وشروط، بعضها تعتبر بديهيات وأساسيات، إلا أن بعضها يعتبر علماً متخصصاً ويصعب على الكثير منا فهم منهجها العلمي دون دراسة وتعلم.

الذي يعنينا في هذا السياق تجنب الحياة الاستهلاكية، وبما أننا ذكرنا الحياة الاستهلاكية فيجب أن نكون على وعي ونستطيع التمييز إن كنا نتمتع بمستوى جيد من الإدارة المالية الصحيحة، أو أننا بحاجة إلى المزيد من الوعي حول هذا الجانب الحياتي المهم.

ليس من الضروري أن تكون شخصاً يعاني مشكلات مادية حتى تهتم بصرف أموالك في المكان الصحيح، بل إن مهارة صرف المال ضرورية لنا جميعاً، وديننا الإسلامي الحنيف حثنا، كما هو معروف، على عدم الإسراف والتبذير، وذلك يتجلى في قوله تعالى: (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين).

لذلك حتى وإن كان المستوى المادي للفرد يسمح له بالصرف وشراء ما لا يحتاج إليه، فإن هذا السلوك غير صحيح وغير قويم، وتبقى الأهمية ماثلة في تغيير هذا السلوك.

الإدارة المادية الجيدة تعني إنفاق المال في موضعه، وتحديد الموضع الصحيح يكون عن طريق عامل التخطيط وترتيب الأولويات.

لكن لنضع اليد على حل المشكلة الحقيقية التي تدفع البعض من الناس إلى الهدر المالي، وقد يفاجئكم أن أحد الأسباب يكمن في عدم فهمنا معنى تفاوت الدخل الشهري، فمعظم من يعاني هذه المشكلة هم الذين يقارنون أنفسهم بآخرين دخلهم الشهري مرتفع، ومن هنا يبدأ بالصرف وفق من يراهم وليس وفق ميزانيته، والجانب الآخر المهم هو الصرف على جوانب استهلاكية وغير مجدية وغير ضرورية.

المفتاح الحقيقي للتوفير والإدارة المالية الناجحة بأيدينا جميعاً: لا نقارن أنفسنا بالآخرين، وأن نعرف حجم محفظتنا ومقدرتنا المالية، ثم التعامل وفقها، وفي اللحظة نفسها الابتعاد عن أي مثيرات للصرف وتجنب أسباب الاستهلاك.

هي خطوات صغيرة ولكن مفعولها السحري مباشر وآني في حياتك.

Email