الكتب لا تفكر

ت + ت - الحجم الطبيعي

قد نتفق جميعنا على أهمية القراءة وحيويتها وأثرها البالغ في مسيرتنا الحياتية، وهو أثر إيجابي بكل تأكيد، ولعل من نافلة القول أن القراءة كنز لا حدود له، من خلالها نتمكن من فتح الأبواب المغلقة، ومن عمقها نجد الحلول للمشاكل والعقبات التي تعترضنا وتعيق تقدمنا. 

القراءة فعل بسيط وعفوي، ويمكننا جميعاً التوجه نحوها دون شروط ولا مواصفات ولا متطلبات، إلا أنها في اللحظة نفسها تحتاج لتوفر بعض النقاط الحيوية التي تساعد على الحصول على الفائدة المرجوة؛ ومن هذه النقاط أن تجيد اختيار الكتاب الذي تحتاجه، موضوع الكتاب ومدى مناسبته لك على درجة عالية من الأهمية، البعض يختار كتاباً بعيداً تماماً عن توجهه ولا يتناسب مع تخصصاته ولا اهتماماته، فلا يعجبه الكتاب، ويعزف عن القراءة بحجة أنها دون فائدة، والحقيقة أن المشكلة في اختيار الكتاب وموضوعه، وليس في ما هو داخل الكتاب من معلومات. 

الجانب الآخر التنبه لأهمية أن تقرأ وتفكر، بمعنى أن يكون لك رأي مستقل عن المؤلف، فما هو مدون في الكتاب ليس مقدساً ولا هي الحقيقة المطلقة، لذا نعم اقرأ لكن في اللحظة نفسها اجعل من عقلك عقلاً ناقداً يحاول البحث عن العمق. 

هذا البحث هو الذي سيخرج لك الفوائد ويجعل من معلومات الكتاب العامة أكثر قابلية لتستفيد منها. الأديب والناشط الروسي مكسيم غوركي، قال: واصل قراءة الكتب، ولكن تذكر أن الكتب تبقى كتباً، وأن عليك التفكير بنفسك. لذا يصح القول أن القراءة مفيدة وتعطيك خبرات ومعارف تحتاجها وتفيد، ولكن الكتب التي تقرأها لن تقوم بوظيفة التفكير بدلاً عنك. 

والتفكير لا غنى عنه عندما تكون إنساناً قارئاً، التفكير عبارة عن عملية تحليل واستنتاج وترجمة واقعية لكل المعلومات التي تتلقاها، وكل الخبرات التي تكتسبها، اقرأ وفكر.

Email