أولوية استراتيجية لهوية القدس

ت + ت - الحجم الطبيعي

الأهمية الاستراتيجية التي تعطيها الإمارات لتحقيق السلام والاستقرار الدائمَين في المنطقة، نهج واضح تحتكم إليه في سياساتها ومواقفها في نبذ العنف في جميع الملفات التي تحتاج إلى حسم، وخصوصاً في القضايا العادلة التي تقف معها الإمارات موقفاً تاريخياً ومبدئياً وعلى رأسها الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته وعاصمتها القدس الشرقية.

دعوة الإمارات، أمس، خلال اجتماع منظمة التعاون الإسلامي، إلى الوقف الفوري للعنف والأعمال العدائية في إسرائيل وفلسطين، تنطلق من بوصلة صائبة تدرأ عن المنطقة مخاطر زعزعة استقرارها والتداعيات الخطيرة لهذا الأمر على الأمن في المنطقة وفي العالم أجمع، فهذه الأحداث الأليمة تجدد التأكيد على أهمية مبادرة الجميع إلى سلام يستند إلى القوانين والتشريعات الدولية، ويزيل جميع العراقيل أمام حل الدولتين ويعيد الحقوق إلى أصحابها، وفي مقدمتها حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ويُبعد عن المنطقة شبح الانجراف إلى مستويات جديدة من الصراع.

الموقف الأصيل للدولة مع القضية الفلسطينية العادلة وحرصها المتواصل على إنهاء الاحتلال، يأتي اليوم بموقف متجاور وواضح مع التأكيد على أهمية القدس والحفاظ على هويتها التاريخية والقانونية، والتي باتت تشهد تهديداً متواصلاً جراء العنف والأعمال العدائية المستمرة، لما تشكله هذه المدينة المقدسة، وأولوية حمايتها، من أهمية إسلامية، ولجميع الديانات، إضافة إلى كونها نقطة ارتكاز رئيسية في إنجاح عملية السلام النهائية. السلام سيظل هو الخيار العادل والشامل للجميع، ونهوض الجميع نحو مسؤولياتهم في وقف هذا التصعيد الذي يهدد الأمن والسلم، بات أمراً حاسماً يتطلب المسارعة إلى جهود دولية صادقة لإنعاش مفاوضات السلام القائمة على حل الدولتين.

Email