من السديرة إلى المريخ.. وماذا بعد؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

تترجم مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في الخلوة الحكومية التي عقدت أخيراً: «بدأنا الخمسين الماضية من صحراء الإمارات، ونبدأ الخمسين المقبلة من صحراء المريخ»، الرؤية الاستشرافية للمرحلة القادمة.

وتأتي إشارة سموه هذه إلى اللقاء التاريخي الذي عقد بين القائدين الراحلين زايد وراشد، عليهما رحمة الله، في سيح السديرة، الذي نجم عنه اتفاق الوحدة بين أبوظبي ودبي، والذي مهد لقيام دولة الإمارات العربية المتحدة، التي حققت منجزات كبيرة بفضل جهودهما وجهود إخوانهما أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، لتواصل الدولة نهجها التنموي والريادي بالقيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وبفكر وتوجيه القائدين الاستثنائيين صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رعاهما الله، وجهودهما التي أوصلت الدولة إلى إنجاز الوصول إلى المريخ.. فماذا بعد المريخ؟

أحاول هنا التطرق إلى ما طرحته الخلوة، إجابة عن سؤال ماذا بعد المريخ، والذي جاء في تصريحات سموهما التي ركزت على أن المشاريع المستقبلية ضخمة، والطموحات كبيرة، والإمارات دولة لا تعرف المستحيل، وأن الهدف بناء ثروة بشرية قادرة على أن توصل الإمارات إلى القمة، من خلال مواصلة مسيرة التنمية الشاملة، لأن الدولة مقبلة على مرحلة مهمة، تستوجب مضاعفة الجهد لإنجاز أعظم.

وكما جاء على لسان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد: «الذي لا يستطيع أن يضاعف جهده وإنجازه عشرة أضعاف لن يكون ضمن فريقنا الحكومي»، وللمضي بثقة نحو صناعة مستقبل أفضل سيتم العمل على تعزيز تنافسية الإمارات عالمياً، باعتماد القوة العلمية، والمعرفية، والاقتصادية، وتأكيد القوة الناعمة، وبتطوير البحث العلمي، وتطوير مهارات وقدرات الأجيال القادمة.

فالرهان المستقبلي على الشباب، الذين أثبتوا مقدرتهم على ذلك، وقبولهم التحدي. كما جاء على لسان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد: «نمتلك أفضل فريق عمل في المنطقة يعمل بروح واحدة، وهو سر تفوقنا».

لقد طلبت الحكومة في وقت سابق من فئات المجتمع المشاركة بالاقتراحات التي يرونها لازمة لمرحلة الخمسين عاماً المقبلة، وشارك أفراد المجتمع من خلال مؤسسات المجتمع المدني في طرح الكثير من الرؤى والأفكار، كل حسب اختصاصه، ولقد ثمّنت القيادة ذلك، كما جاء على لسان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، إذ يقول: «فخورون بكل الجهود والأفكار والآراء التي شارك فيها المجتمع ضمن الاستعداد للخمسين»، وهكذا يكون إيمان القيادة الواعية بأهمية إشراك أفراد شعبها في رسم استراتيجية أوطانهم.

وعلى أفراد المجتمع العمل على دعم جهود القيادة، وأن يكون الجميع مستعدين في الميدان، كل في مجاله، يعمل بجد وإخلاص، فالطالب يحرص على اغتنام الفرص لتحصيل العلم النافع، الذي يمكنه من خدمة الوطن، والموظف يضاعف الجهد والعمل بتفانٍ وإخلاص وأمانة، كي يتناغم العمل بين الحكومة والشعب وتتحقق الأهداف. قيادة تهدف إلى الرقي والرفعة للوطن، وعلى الجميع أن يكونوا جنوداً لهذا الهدف.. فالقمم تستوجب الكثير من الهمم.

 

 

Email