استهداف مرفوض لدور السعودية

جملة المغالطات، والاستنتاجات غير الصحيحة، التي وردت في التقرير الذي تم تزويد الكونجرس الأمريكي به بشأن جريمة مقتل المواطن السعودي جمال خاشقجي، تثير في هذا التوقيت الكثير من الشكوك حول أهدافها، وخصوصاً أن السعودية كانت في وقتها قد دانت بشدة هذه الجريمة النكراء التي عدّتها انتهاكاً صارخاً لقيمها وقوانينها.

من الواضح أن العودة مجدداً إلى ملفات هذه الجريمة، بعد أن اتخذت المملكة الإجراءات القضائية الكافية فيها وقدمت مرتكبيها للعدالة، وصدرت بحقهم أحكام نهائية رحبت بها حتى أسرة خاشقجي نفسها، فيه استهداف للسعودية وقيادتها، بل أكثر من ذلك هو استهداف لدور المملكة الوازن، في محور العقلانية الذي قدم جهوداً تاريخية في تحصين الأمن والسلم إقليمياً ودولياً.

ومسارعة الإمارات في الوقوف إلى جانب السعودية، ورفضها القاطع لما جاء في التقرير، إضافة إلى الرفض العربي الواسع، ينطلق من الإدراك الكبير لما تمثله المملكة الشقيقة من قوة مؤثرة في محور الاعتدال العربي، ودور رئيس في استقرار المنطقة ومناعتها في وجه التحديات والمخاطر، إضافة إلى جهودها الكبيرة والمقدرة في تعزيز الازدهار والنماء الاقتصادي لشعوب المنطقة وللعالم.

التضامن الكبير مع السعودية في هذا الوقت، يؤكد أن المملكة لا تقف وحدها في مواجهة من يستهدف سيادتها وقيادتها ودورها، ما يبعث برسالة قوية إلى كل المغرضين بأن المناورات من هذا النوع المثير للشكوك غير مجدية، وأن أمن دول المنطقة واحد لا يتجزأ، وهو ما يجعل كذلك توحيد الكلمة والصف في وجه أي استهداف للمنطقة واستقرارها واجباً قومياً على الجميع، فالوقوف مع السعودية ضد هذا الاستغلال هو وقوف مع الذات.

والرسالة القوية كذلك التي يبعث بها هذا التضامن، أن دول المنطقة الوازنة، وفي مقدمتها السعودية، بنت شراكة متينة مع المجتمع الدولي، وخصوصاً الولايات المتحدة الأمريكية، من أجل ترسيخ استقرار المنطقة والسلم العالمي، وأن الحفاظ على هذه الشراكة وقوتها هي الدعامة الأساسية لمواصلة الجهود في سبيل تحقيق ذلك، ما يتطلب بالتالي الابتعاد عن كل ما يعكر صفو هذه الشراكة.

 

الأكثر مشاركة