لبنان.. خيبة أمل

ت + ت - الحجم الطبيعي

لن يذهب اللبنانيون بعيداً في توسل الآمال بنقطة ضوء في نفق الأزمة الحكومية، حيث لا يزال مسار التشكيل معطلاً ومغلقاً، بسبب عجز المسؤولين عن التلاقي والتفاهم في ظل القطيعة المتجددة بين الرئيس اللبناني ميشال عون وفريقه السياسي (التيار الوطني الحر برئاسة النائب جبران باسيل) من جهة، وبين رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، ورفض الكلّ التنازل أو التقدّم خطوة في اتجاه الآخر. في وقت استُنفدت كل المبادرات والوساطات من دون جدوى، فالاستخفاف وانعدام المسؤولية الوطنية كلها قد تكون مسببات تضع لبنان على حافة خطر وجودي.

سياسات التعطيل والفراغ باتت بمثابة آلة اغتيال منهجية للنظام الدستوري، فلا بد من تغيير هذا النظام الطائفي فهو علة العلل، لأن البلد لا يحتمل البقاء من دون حكومة جديدة تتحمل مسؤولية وضع الحلول للمشاكل والأزمات الضاغطة على المواطنين من «كورونا»، انهيار اقتصادي واجتماعي، الفساد والإهمال والاستهتار أسباباً مباشرة لكل الأزمات التي يعاني منها لبنان، فعدد من المسؤولين أمعنوا في تغليب مصالحهم وحساباتهم وحصصهم على المصلحة الوطنية.

التعطيل الحكومي بات يمثّل مصدر خيبة في كل الدوائر الدولية المهتمة بلبنان، علماً بأن جميع دول العالم تعاطفت مع شعب لبنان إلا دولته التي نسف عدد من مسؤوليها كل مبادرة إنقاذية تلوح في الأفق لا تراعي سياسة المحاصصة والمصالح الضيقة، ويبدو واضحاً أن الأمل بالحل تطاير كورقة في مهب رياح التحوّلات الإقليمية والدولية.

والمواطن اللبناني يبقى الضحية الأولى لهذه المزايدات، وتنذر المعطيات الميدانية بغليان متزايد تحت رماد الغضب الشعبي في مختلف المناطق اللبنانية، بعدما بلغ العوز أشده بين الناس، وقطعت السلطة كل يد امتدت لانتشال لبنان من المجهول.

 

Email