نافذة أمل

ت + ت - الحجم الطبيعي

انطلقت عجلة الحياة لتعود إلى دورانها وإن كان بطيئاً،وبدأ العالم يتلمس بوادر أمل في انحسار تدريجي لفيروس كورونا ،بعد اعتماد أكثر من لقاح وتلقي ربع مليار شخص حول العالم جرعة واحدة على الأقل من اللقاحات.

كما أن العالم بات أكثر أخوة وتراحماً ونبذاً للصراعات والخلافات،كما كانت هناك نماذج مشرفة في التضامن من خلال تقديم المساعدات الطبية واللقاحات للدول الأشد فقراً، ما يجعلنا مطمئنين إلى أن عالمنا يوفر فرصاً متساوية لمواجهة الوباء، فالأخلاق باتت ترتبط ارتباطاً كبيراً بالسياسات العامة (خاصة الصحية منها أثناء الأزمات).

 الأمل يتركز على مجموعة من العوامل وأساسها العمل المكثف على القضاء على الفيروس في موازاة محاصرته ومنع انتشاره، كما أن دول العالم تتمتع بالأخلاق الكافية، التي تجعل من اللقاح متاحاً قريباً أمام جل الفقراء.

حيث تتعاطى مختلف الدول بروح المسؤولية تجاه سلامة شعبها وشعوب العالم، وتتخذ إجراءات حقيقية تصب في هذا الاتجاه، فهناك إرادة إنسانية في العالم تشع بمعاني التضامن والتكافل وتحجر على الوباء، من خلال تأصيل ثقافة إنسانية قيمية مشتركة متوازنة، قادرة على استيعاب ظروف الأزمة وتداعياتها ،والبحث عن نقطة نور تضيء الدرب بما يمكن من زرع الأمل من جديد وعلى أسس متينة جديدة، بتكريس الأخلاقيات المشتركة للمساواة والعدالة وتحقيق الخير للجميع.

أزمة كورونا أعطت الانطلاقة لميلاد توجه جديد في العلاقات الخارجية، أساسها العمل الإنساني، حيث إن الحرص على الأخذ بيد الإنسان أينما كان، يعد دواء وبلسماً شافياً معافياً لكل الأمراض والأوبئة، نتمنى أن يساعد التعافي بتصالح البشرية أيضاً مع الطبيعة على جميع الأصعدة.

 
Email