2021.. عام التفاؤل والاحتفال بيوبيلنا الذهبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

استقبلنا منذ أيام قليلة بقدرٍ عالٍ من التفاؤل والاستبشار العام الجديد 2021، وسبب هذا التفاؤل ليس فقط لأننا ودعنا عاماً يُصنّف بأنه من أصعب الأعوام التي مرت على البشرية في تاريخها الحديث في ضوء التداعيات الكارثية التي سببها وباء «كوفيد - 19» على المستويات كافة، وتوصل دول العالم إلى لقاحات فعالة ضد هذا الوباء قادرة على أن تلجمه وتوقف تفشّيه عبر الحدود، وتضع نهاية للنفق المظلم الذي أدخل العالم كله فيه، ولكن أيضاً، وهذا هو الأهم لنا كإماراتيين؛ لأننا سنستقبل عاماً متميزاً في تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة.. عاماً تحتفل فيه دولتنا الحبيبة بيوبيلها الذهبي وبمرور خمسين عاماً على تأسيس اتحادها المبارك، وهي مناسبة كفيلة وحدها بأن تُدخل التفاؤل والسعادة في نفس كل إماراتي وكل محب لهذا الوطن الغالي.

قبل خمسين عاماً، وتحديداً في أوائل عام 1971، كان الإماراتيون يتساءلون بشغف عن المستقبل الذي ينتظرهم، ولا سيما بعد إعلان بريطانيا عزمها الانسحاب من المنطقة في هذا العام، ولكن نظرتهم للمستقبل كان يغلّفها الأمل والتفاؤل والاستبشار بالخير؛ لسبب رئيس، وربما أوحد، وهو ثقتهم المطلقة بقيادتهم الرشيدة وإيمانهم بأن هذه القيادة المحبة لشعبها والمخلصة لوطنها قادرة على أن تصنع المستقبل المشرق الذي يتمناه كل أبناء الإمارات.

وهو ما تحقق بالفعل؛ حيث عمل القادة الأوائل العظماء بقيادة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وبمؤازرة ومساندة أخيه المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، رحمه الله، على جمع الكلمة وتوحيد الصف، ليتم الإعلان عن تأسيس اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة المبارك في الثاني من ديسمبر عام 1971، كنقطة انطلاق نحو المستقبل المشرق الذي ينتظره الجميع.

وعلى مدى خمسة عقود، نجحت قيادة الإمارات الرشيدة في تجاوز جميع التحديات والصعاب التي واجهتها، وبناء دولة عصرية حديثة باتت تشكل نموذجاً إنسانياً وحضارياً رائداً يشار له بالبنان في المنطقة والعالم كله، وتحاول كثير من الدول الاقتداء به والسير على هديه.

وبالطبع لم يكن طريق تأسيس وبناء هذه الدولة النموذج بالأمر السهل، ولكن روعة النموذج الإماراتي تمثلت في رؤية القيادة الحكيمة السابقة لعصرها، وحرصها على وضع الأسس الصلبة التي مكّنت هذه الدولة من الانطلاق الواثق نحو المستقبل، وتحقيق ما تم من إنجازات تقترب من حد المعجزات بمقاييس عمر الدول والحضارات.

واليوم، ونحن نحتفل بعام اليوبيل الذهبي لدولتنا الحبيبة، يتكرر المشهد نفسه، حيث تعكف قيادتنا الرشيدة، حفظها الله، على وضع الخطط والاستراتيجيات الطموحة التي تسعى من خلالها إلى تحقيق هدفها الأسمى وهو جعل دولة الإمارات «الرقم واحد» عالمياً في جميع المؤشرات الإنسانية والحضارية بحلول عام 2071.

كما يتكرر الشعور الوطني بالتفاؤل والثقة بالمستقبل، رغم الظروف التي يمر بها العالم اليوم، بل لا نجاوز الحقيقة إذا قلنا إن مشاعر التفاؤل بالمستقبل بين أبناء الإمارات أكبر اليوم بكثير مما كانت عليه في عام 1971، بالنظر إلى تجربة العقود الخمسة الماضية، وبالنظر إلى وتيرة الإنجازات التي تحققت في السنوات الأخيرة، بما في ذلك عام 2020، الذي توقفت فيه عجلة العمل والحياة والإنجازات في العالم كله، إلا في دولة الإمارات، التي واصلت تنفيذ خططها الطموحة من دون توقّف، بما في ذلك إطلاق «مسبار الأمل» نحو كوكب المريخ وبدء تشغيل المفاعل النووي السلمي، وغيرها من الإنجازات التي تعزز الثقة بحكمة قيادتنا الرشيدة، وقدرتها على تحقيق أهدافها الطموحة خلال الخمسين عاماً المقبلة.

 

 

Email