صانع الأمل وملك القلوب

ت + ت - الحجم الطبيعي

في نهاية الأسبوع قبل الماضي، كانت في دبي مباراة أخرى غير مباراة السوبر المصرية بين الأهلي والزمالك.

المباراة الأخرى كانت أكثر من رائعة في السباق الخيري والعمل الإنساني وانتهت بمكسب الجميع وبفرحة غامرة وسعادة للآلاف من مرضى القلب في مصر والوطن العربي وأفريقيا وآسيا.

المباراة البديعة والمبهرة والشيقة كانت احتفالية ضخمة في عامها الثالث للمبادرة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وهي مبادرة «صنّاع الأمل» التي أرست ثقافة العمل الخيري وكرستها بشكل عملي.

هذه المبادرة التي يرصد ريع احتفاليتها الختامية لصالح بناء مشروع خيري إنساني يرتقي بمستوى الرعاية الصحية في العالم العربي، وخاصة في مجال علاج أمراض القلب، ويطور الأبحاث المتعلقة بهذا القطاع الحيوي لمستقبل الإنسان العربي وجودة حياته، العام الحالي كانت من نصيب بناء مستشفى مجدي يعقوب الجديد في القاهرة الجديدة في مصر، وأيضاً تكريم صانع السعادة والحلم الدكتور مجدي يعقوب.. البروفيسور المصري البريطاني، جراح القلب الأشهر في العالم.. ابن مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية مواليد 16 نوفمبر 1935 درس الطب في جامعة القاهرة، وتعلم في شيكاغو، ثم انتقل إلى بريطانيا في عام 1962 ليعمل في مستشفى الصدر بلندن، ثم أصبح أخصائي جراحات القلب والرئتين في مستشفى هارفيلد حتى عام 2001.. من بين المشاهير الذين أجرى لهم مجدي يعقوب عمليات كان الكوميدي البريطاني إريك موركامب، ومنحته الملكة إليزابيث الثانية لقب فارس في عام 1966، ويطلق عليه في الإعلام البريطاني لقب «ملك القلوب».

في عام 2009 ، قرر الدكتور مجدي يعقوب إنشاء مركز لعمليات القلب في مدينة أسوان بصعيد مصر ولاقى إقبالاً كبيراً من أطفال مصر وخارجها ومنحه الرئيس الأسبق الراحل حسني مبارك وسام قلادة النيل العظمى لجهوده الوافرة والمخلصة في مجال جراحة القلب، بعدها قرر الدكتور مجدي إنشاء مستشفى كبير لجراحة القلوب لاستيعاب الأعداد الكبيرة وخاصة من الأطفال المصابين بأمراض القلب.

ومن هنا جاء اختيار المشروع في مبادرة «صناع الأمل» للاحتفال به والتبرع له.. وشاهد الجميع التبرع على الهواء مباشرة من المؤسسات والشركات الإماراتية وإحدى الشركات المصرية مع الفنان الجميل أحمد حلمي، وبالفعل تم جمع 44 مليون درهم.

ولكن كانت المفاجأة السارة والمبهجة حيث قام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بإعلان تبرع ابنه سمو الشيخ حمدان بن محمد بالتبرع بنفس قيمة المبلغ ليتجاوز إجمالي ما تم التبرع به للمستشفى 88 مليون درهم أي أكثر من 360 مليون جنيه مصري.

هذه المبادرة الاستثنائية من دبي تعكس معدن قائد عربي أصيل يستحق هو أيضاً منحه لقب ملك القلوب وقائد البهجة والسعادة و«جبر الخواطر» لأنه بهذه المبادرة سيدخل السعادة إلى قلوب آلاف المرضى ويجبر بخاطر الفقراء وغير القادرين منهم وهذا جزاؤه عند الله عظيم.

إنه محمد بن راشد آل مكتوم صاحب المبادرات الإنسانية والخيرية الكثيرة لصالح وطنه وأمته العربية والمحتاجين في العالم أجمع..

وبقي أن نعرف أن المستشفى سيعمل على توفير العلاج المجاني وإجراء أكثر من 12 ألف عملية جراحية سنوياً لمرضى القلب في العالم العربي وتحديداً الأطفال، الذين سيخصص المستشفى الجديد 70 في المئة من عملياته لهم دون مقابل.

المشهد الإنساني الذي تابعناه عند صعود البروفيسور مجدي يعقوب إلى المسرح وتعثره وإسراع القائد محمد بن راشد لمساعدته على النهوض أثار مشاعر الملايين وأرقت دموعهم بعد أن كرمه صاحب السمو بوشاح محمد بن راشد للعمل الإنساني، وقال سموه في تعليقه على صفحته «مع البروفيسور مجدى يعقوب.. يدًا بيد.. نصنع أملًا جديدًا.. أطال الله عمره وزاده همة وطاقة ونشاطًا في خدمة الناس».

بالنسبة لي لم أكن أتوقع حجم المشاهدات للحفل الذي تزامن مع مباراة كرة القدم، إلا بعد أن تصفحت مواقع التواصل الاجتماعي التي اشتعلت بالتعليق على الحفل وموقف الشيخ محمد بن راشد مع مجدي يعقوب.

فقد علق الآلاف في الوطن العربي ومصر على الحدث وأشادوا بصاحب السمو القائد الفذ، واحتفوا بالأسطورة الـ«نمبر ون» البروفيسور مجدي يعقوب..طبيب القلوب.

Email