إشراقات الجوائز القرآنية في الإمارات

ت + ت - الحجم الطبيعي

تزخر دولة الإمارات بالجوائز القرآنية الدولية والمحلية المميزة، المنتشرة في كافة إماراتها، والتي تستقطب كافة الشرائح والجنسيات، ذكوراً وإناثاً، وتعكس عناية القيادة الحكيمة بكتاب الله تعالى، وتشجيع المجتمع على حفظه، والإقبال عليه، وتعزيز مخرجاته الوسطية المعتدلة، التي تنضح بالقيم الإيمانية والأخلاق الإنسانية وبناء الإنسان وحفظ الأوطان وحب الخير والإحسان وتحقيق السعادة للبشرية في دنياهم وأخراهم.

لقد خصصت دولة الإمارات الكثير من الجوائز القرآنية، التي تتلألأ إشراقاتها في كل مكان، ورصدت ميزانيات مالية لدعمها ودعم أنشطتها وفعالياتها، وتكريم الفائزين فيها، وخصصت مؤسسات لرعاية هذه الجوائز، كل ذلك خدمة للقرآن الكريم، الكتاب الخالد الذي أنزله الله تعالى نوراً وهدى للناس أجمعين.

وقد كان لذلك ثمرات عظيمة بحمد الله تعالى في المجتمع، فهناك آلاف المقبلين على هذه الجوائز القرآنية المنتشرة في دولة الإمارات من مختلف شرائح المجتمع، من طلبة المدارس والكليات والجامعات والموظفين والموظفات وغيرهم، وآلاف المتخرجين منها في كل دورة، من مواطنين ومقيمين، وكثير منهم قد أتم حفظ القرآن الكريم كاملاً، وكانت لهذه الجوائز أكبر الأثر في تشجيعهم على ذلك، والارتقاء بهم في مستوياتهم حفظاً وتجويداً واستمراراً إلى أن أتموا حفظ القرآن الكريم بدقة وإتقان، حاملين هذا الشرف لأنفسهم وأسرهم ومجتمعاتهم.

ومما تتميز به الجوائز القرآنية المشرقة في دولة الإمارات حضور أصحاب السمو حكام الإمارات وأولياء عهودهم وكبار المسؤولين في الدولة، لتكريم حفظة كتاب الله تعالى بأنفسهم، تتويجاً لهم على تألقهم، وتشجيعاً لهم على الاستمرار في طريق الجد والاجتهاد والمثابرة، وهم يعلنون فخرهم واعتزازهم بتكريم حفظة كتاب الله تعالى، وسعادتهم بإنجازهم ومثابرتهم، ليكونوا خير خلف لخير سلف.

فقد اهتم الآباء المؤسسون لدولة الإمارات بالقرآن الكريم عناية فائقة، وأطلقوا الجوائز القرآنية لتشجيع الأجيال على حفظه، واهتموا بتكريم حفظة كتاب الله تعالى وتتويجهم، قال الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه في بيان مكانة القرآن الكريم: «إن كتاب الله هو قاعدة كافة العلوم، كما أنه منبع الأخلاق ومنار الفضيلة، والقرآن الكريم كلام الله عز وجل أرسله إلينا وإلى العالم كافة للسير على هداه والتمسك بأهدابه، يجب علينا التمسك به وأن نجعله دستورًا في حياتنا العلمية والعملية».

ومن الجوائز القرآنية المشرقة في دولة الإمارات جائزة رأس الخيمة للقرآن الكريم، التي أسسها المغفور له بإذن الله الشيخ صقر بن محمد القاسمي طيب الله ثراه، لتشجيع حفظ القرآن الكريم، وتكريم حفظته، وإذكاء روح المنافسة بين الأجيال في هذا الميدان الشريف، وأولاها بالعناية والرعاية من بعده صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة وولي عهده سمو الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي حفظهما الله تعالى، وهي بحمد الله تتطور عاماً بعد عام، وتتسع رقعة مسابقاتها وعدد المقبلين عليها والمستفيدين منها.

والفضل في ذلك بعد الله تعالى يرجع إلى دعم القيادة الحكيمة، وقد حققت الجائزة عبر دوراتها قفزات نوعية وأرقاماً قياسية تتجدد في كل دورة، ومنها وصول عدد الجنسيات التي شاركت في الجائزة هذا العام إلى 59 جنسية متنوعة، في إنجاز تاريخي لم يسبق لها في تاريخ الجائزة، وقد شملت الجنسيات دولاً عربية ومشاركين من شرق آسيا وأفريقيا ودول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية وكندا وغيرها من بلدان العالم.

وهذا ليس بغريب في هذه الدولة المباركة دولة الإمارات، التي أصبحت واحة أمن وأمان ومنارة مشرقة تجذب الناس من سائر البلدان، حتى تجاوز عدد الجنسيات المقيمة فيها 200 جنسية يعيشون فيها جميعاً بوئام وانسجام وبسعادة وتسامح، ويستفيدون من الأنشطة المختلفة المنتشرة في ربوع دولة الإمارات والتي تجذب طاقاتهم ومواهبهم في مختلف الميادين ليتألقوا ويبدعوا ويبتكروا.

ولا يسعني في ختام المقال إلا أن أتوجه بالشكر الجزيل والثناء العطر إلى قيادتنا الحكيمة التي تعمل ليل نهار وتسهر من أجل سعادة مواطنيها ومقيميها، وتوفير الحياة الكريمة لهم، ودعم الأنشطة الهادفة التي تخدمهم وترتقي بهم.

* مدير عام مؤسسة رأس الخيمة للقرآن الكريم وعلومه

 

Email