إرادة الشعب التي لا تقهر

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحل غدا الذكرى الأولى للحراك في الجزائر، الذي أنقذ الدولة الجزائرية من الانهيار، وصنع الاستثناء، باعتماد مقاربة تنشد التحول الديمقراطي، وإحداث القطيعة مع النظام السابق، من خلال ترسيخ شعار «إرادة الشعب التي لا تقهر».

فإعلان الرئيس عبد المجيد تبون يوم 22 فبراير، يوماً وطنياً للأخوة والتلاحم، جاء ليؤكد أن الجزائر بدأت نظاماً ديمقراطياً أصيلاً، لا تُسرق فيه إرادة الشعب، ويخرجون نهائياً من النظرة السابقة، التي تعتبرهم مجرّد وعاء انتخابي. الحراك السلمي نجح في إخراج الجزائر من أعقد أزمة سياسية واجهتها، والجميعُ يطالب بالإسراع في بعث الجزائر الجديدة، لكن المحاولات لبعث الحياة الاقتصادية والاجتماعية، في محاولة استعجالية لإصلاح ما أفسده دهرٌ من الفساد، أشبه بعمليات الترميم المعقدة، التي تحتاج إلى وقت، وإلى تفهم من قبل المتظاهرين، الجزائر في حاجة إلى هزة حقيقية في جميع المجالات، يتعاون فيها الشعب مع السلطة، بالتضحيات والجهد والصبر، فطريق إنقاذ الجزائر من الفساد والرداءة، يمر حتماً عبر تكريس روح الوطنية بين الجميع.

شعلة الثورة السلمية لم تنطفئ، إنها متقدة، وتضيء الطريق لجيل جديد من المناضلين الشباب، الذين اختاروا أن يتحملوا أعباء إنقاذ وطنهم، وبناء الجزائر التي يريدونها حرة عزيزة، فيها يسود القانون، ويعيش الجزائريون مواطنين بكامل كرامتهم. لا يزال الحراك ينهمر بالخير.. فلا تستعجلوا الثمرة، واعتنوا بالزرع. لا تبالغوا بواقعيتكم وتوقعاتكم.. فبعد سنة من المطالب، جاء وقت إنضاج المرحلة، بتقديم المقترحات للعمل على توفير عوامل تحقيق الآمال، وآليات التجديد لبناء جزائر ديمقراطية شعبية مزدهرة، بقوى سياسية أكثر تمثيلاً لجيل الحراك، فكل عام والجزائر تتحرك بخير إلى الأمام.

Email