السلام وسلاح الغدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يعد اتفاق استوكهولم خطوة نحو السلام في اليمن بل أصبح سلاحاً بيد ميليشيا إيران لكسب الوقت، فالإصرار على مفاوضات مع الحوثيين ليس إلا حلقة مفرغة، لأن الطرف المصطف مع إيران لا يملك قراره ويفاوض وفقاً لأجندة نظام الملالي. كما أنه يصعب على المجتمع الدولي إقناع الحوثيين الذين ولدوا في بيئة الغدر والخيانة بصواب القرارات الدولية لاعتماد الميليشيا في كل تحركاتها على منظور مصلحي انتهازي.

إذا كان التستر على المجرم جريمة فإن غض الطرف عن ممارسات وخروقات الحوثي في الحديدة يعد خيانة لاتفاق السلام، فقد تسبب التساهل مع الحوثيين باسم اتفاق السلام في زيادة معاناة اليمنيين من قتل وتعذيب وجوع، وانسداد الأفق في وجه أي بصيص لانفراج ما على المدى القريب، لذلك حان الوقت لإعلاء صوت البنادق على اعتبار أن السلام الحقيقي ينضجه لهيب المعارك، حيث باتت المعطيات تشير إلى أن الاتفاق لن يطبق ما لم يكن هناك ضغط عسكري يجبر الحوثيين على تنفيذ التزاماتهم وتعهداتهم المبرمة. ففاقد الشيء لا يعطيه وفي حالة كهذه فإنه ليس بمستغرب أن يكون منطقهم هو الوصول بالأمور إلى حافة الهاوية.

الكل يقف أمام نتائج اتفاق استوكهولم التي لم تحقق المطلوب، ويتجاهل الأسباب التي أدت إلى فشل الاتفاق والتي كان أهمها الصمت الأممي المخجل الذي افتقد إلى الجرأة على الإفصاح عن الطرف المعرقل للاتفاق، حيث لم يجرؤ على إلزام الحوثيين بتنفيذ القرارات الأممية، فالميليشيا كانت تبحث عن فرصة مهزوم ترتب من خلالها لجولة جديدة من الحرب، حيث حولت الحديدة إلى مخزن بارود، لذلك فالسلام لن يتحقق بنقض الالتزامات والتعهدات بل الاستفادة من دروس الفشل والاتعاظ من عبره.

 

 

 

Email