الكلمة للشعب

22 اسماً مطروحاً لحد الآن لخلافة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، من المؤكد أن العدد سيتقلص من خلال الغربلة القانونية للمرشحين.

إلا أن الشيء الأكيد أنه لحد الآن لا يوجد اسم بارز يمكن الجزم أنه مرشح السلطة أو مرشح الشعب، فلأول مرة الجزائريون لا يعرفون رئيسهم المقبل، ربما هذه نعمة تؤكد أن الانتخابات ستكون شفافة وبعيدة عن التزوير والتدخلات، لكن الاستحقاق الرئاسي القادم سيكون أولَ استحقاق يخوضه مرشحون بلا هوية سياسية واضحة بعدما كانوا في السلطة ليتحولوا إلى المعارضة.

على طول 50 سنة من حياة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية تعاقب على رئاستها 6 رؤساء وهيئة جماعية متمثلة في المجلس الأعلى للدولة، وكان أولهم الراحل أحمد بن بلة في 1962، ثم خلفه الراحل هواري بومدين، ثم فُرض الشاذلي بن جديد رئيساً، فيما لم تدم عهدة الراحل بوضياف سوى 6 أشهر بعد اغتياله.

فيما لم يدم حكم اليامين زروال سوى 4 سنوات، فاتحاً الأبواب أمام سادس الرؤساء عبد العزيز بوتفليقة الذي جلس على كرسي المرادية 20 سنة. فجل الاستحقاقات الرئاسية التي شهدتها الجزائر لم تحدث فيها أية مفاجآت على اعتبار أن الرئيس كان معروفاً قبل الاستحقاق بكثير.

لكن المعطيات تغيرت الآن بفضل الحراك الشعبي، فمن كان يقول إنه سيتم فرض رئيس على الأمّة، بدأوا يقتنعون الآن بأن الأمر غير ممكن، خاصة أن المؤسسة العسكرية تلتزم الحياد وأكدت في أكثر من مناسبة أن الرئيس المقبل لن يكون من صنع الجيش، بل الكلمة ستكون للشعب.

كما دائماً، وسيكون أمام المواطن الجزائري أكثر من خيار، وهو يدلي بصوته لاختيار رئيسه المقبل، والمتأمل في تشكيلة المرشحين سيقتنع بأنهم مجرّد طامحين في قصر المرادية لا أكثر، والكلمة الفصل تعود إلى الشعب الذي سيختار المرشح الذي يحمل المواصفات التي نادى بها الحراك الشعبي منذ 8 أشهر، الرهان اليوم هو كسب ضمانات إضافية وحاسمة في معركة الانتقال الديمقراطي، لكن لا بد أن يدرك الجميع أن المشكلات لا تنحل عقدُها بمجرد الانتخابات النزيهة، بل إن الحلول تبدأ بانتخاب رئيس قادر على إرجاع قطار الجزائر إلى السكة.