رأي

سلامة الوطن

ت + ت - الحجم الطبيعي

من المقولات الشهيرة للرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين هي «إذا تكالبت عليك الدول الغربية فاعرف أنك في الطريق الصحيح»، هذا ما يستنتج من دعوات البرلمان الأوروبي الأخيرة إلى تدويل الأزمة الجزائرية، حيث تحدث بسلبية كبيرة عن التطورات الحاصلة في البلاد، بعيداً عن كل مقتضيات الصدق والموضوعية ومحاولة تدويل الأزمة الجزائرية والمطالبة بتغيير جذري في طبيعة نظام الحكم، فهذا التدخل الذي جاء في وقت تستعد فيه الجزائر لإجراء انتخابات رئاسية نزيهة، جاء ليؤكد أن الجزائر في الطريق السليم وأن البعض لم يعجبه بداية انفراج الأزمة وإنهاء المرحلة الانتقالية ويريد إرجاع البلاد إلى نقطة الصفر وأن تخرج الجزائر من دائرة الفراغ، بل وأن تغرق فيه، وأن لا تصل إلى الانتخابات.

قد نجد القراءة السياسية لإصرار السلطة على إجراء الانتخابات قبل نهاية العام الجاري وفرض الانتخابات هو شعورها بأن الفراغ الرئاسي قد يجعل البلاد تحت رحمة التدخلات الأجنبية، وأن إجراء الاقتراع سيكون بمثابة ضمان يجعل الجزائر في مأمن من أي وصاية، فالانتخابات هذه المرة لن تكون أبداً من أجل استلام السلطة أو تغييرها، إنما من أجل سلامة الوطن.

لا شك أن السلطة والحراك يختلفان حول طبيعة تسيير المرحلة التي تمر بها البلاد، لكن هناك توافقاً بينهما على حب الوطن، فرد الحراك على دعوات عدد من أعضاء البرلمان الأوروبي بأنه لن يقبل دروساً ولا نصائح في قضاياه الداخلية فهو يملك من الإرادة ومن التجربة ما يؤهله لتجاوز كل العقبات، جاء ليفضح أهداف أصحابه غير البريئة تجاه الجزائر، فما يحدث خيار شعب من أجل التغيير وليس من أجل الوصاية، فالقرار القاضي بإجراء الانتخابات الرئاسية في آجالها، سيجنب البلاد الوقوع في الفراغ وفي مآلات لا تحمد عقباها.

لكن على الجميع اليقظة والحذر والتمسُّك بالدستور ومواجهة تحدي الاقتراع الرئاسي موحدين منتصرين؛ لأن هذا هو ما يليق بالجزائر البيضاء، وليكن كل جزائري عيناً ساهرة على أمن البلاد في تلاحم وطن.

Email