خطاب الإرهاب والصراع الإسرائيلي الفلسطيني

ت + ت - الحجم الطبيعي

في اجتماع يعقد تحت قاعدة تشاتام هاوس والتي تقول، حسب الويكيبيديا، «حينما يعقد اجتماع أو جزء منه في إطار قاعدة تشاتام هاوس، فإن المشاركين يكونون أحراراً في استخدام المعلومات التي يحصلون عليها، لكن لا يجب كشف هوية أو انتماء المتحدثين أو أي شخص آخر من المشاركين». وعلى هذا الأساس لن أبوح بكثير من التفاصيل حول الاجتماع.

والأهم في الموضوع أن سفير إسرائيلي سابق تحدث عن أن الفلسطينيين يحتفون بالإرهاب بعدة طرق منها تسمية الساحات والشوارع بأسماء الإرهابيين الذين سقطوا قتلى في عملياتهم الإرهابية ضد إسرائيل.

ويقدمون الدعم المادي لأسر الإرهابيين ويعتبرونهم شهداء. هذا الخطاب لا يحمل جديداً. فطالما اتهمت إسرائيل الفلسطينيين والسلطة الفلسطينية بدعم أو غض الطرف عما أسمته بـ«الإرهاب الممنهج ضد إسرائيل».

ويبدو أن السفير يكرر كلام بنيامين نتانياهو والذي قال، بعد أن أحرق مستوطن إسرائيلي عائلة فلسطينية ومات أحد أطفالها، «ما يميزنا عن جيراننا أننا ندين ونشجب القتلة في ظهراننا ونلاحقهم إلى النهاية، بينما هم يطلقون أسماء قتلة الأطفال على الساحات العامة».

لا أحد يشك أن الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين اتسم في كثير من الأحيان بالعنف الذي قد يوصف بالإرهاب. ولكن هل هذا العنف خاصية فلسطينية أم أن الصراع المستمر بين الطرفين أدى إلى تزايد وتيرة العنف والذي سببه الأساس الاحتلال.

ويؤيد هذا الكلام عالم السياسة الأمريكي روبرت بيب والذي درس العنف المتمثل بالعمليات الانتحارية في مناطق جغرافية عدة وباختلاف المعتقدات والثقافات، ووجد أن العامل المشترك هو الاحتلال.

ولكن الأهم من ذلك هل يحتفي الإسرائيليون بمرتكبي الجرائم ضد الإنسانية أو الإرهاب؟ بحثت في هذه المسألة ووجدت مادة وفيرة عن أوجه احتفاء الإسرائيليين بالعنف الممنهج وتسمية الشوارع والساحات بمرتكبيها لا يتسع سردها كاملة هنا.

ولكن كانت ردة فعلي من الوهلة الأولى أن مجرمي الحرب يصبحون وزراء، بل رؤساء وزراء في إسرائيل! ألم يصبح بيغن وشارون وشامير رؤساء وزارات في إسرائيل رغم الأدلة الدامغة ضدهم على ارتكاب عمليات إرهابية ومجازر؟

وقد نشر كاتب يدعى ستانلي هيلر مقالة في 31/‏8/‏2015 بعنوان «كيف تكرم إسرائيل القتلة بينهم». ويسرد الكاتب أمثلة عدة على ذلك. ويذكر على سبيل المثال شلومو بن يوسف والذي أدين برمي قنابل لقتل ركاب حافلة فلسطينيين أيام الانتداب.

ويوجد اليوم شارعين باسم هذا الإرهابي والذي ينتمي لميليشيات الأرغون بزعامة مناحيم بيغن. الياهو بن حكيم شارك في اغتيال شخصية سياسية بريطانية في القاهرة في العام 1945، ومع ذلك هناك شارع يحمل اسم بن حكيم في يافا.

والغريب أن إسرائيل أصدرت طابعاً باسم موشى مرزوق والذي اشترك في عمليات إرهابية في الخمسينيات ضد مصالح بريطانية وأمريكية. وقد قبض عليه وأعدم من قبل السلطات المصرية. وكان مرزوق ينفذ مؤامرة عرفت لاحقاً بفضيحة لافون والتي أرادت أن تورط مصر في استهداف المصالح الغربية.

وهناك قضية اغتيال فولك برنادوت الوسيط الأممي من قبل عصابة الأشترين بقيادة إسحاق شامير والذي أصبح رئيساً للوزراء لاحقاً. وقد دشن نتانياهو شارعا سريعا في القدس باسم شامير.

وكذلك الحال بالنسبة لشارون والذي قام بقتل 69 شخصاً من سكان قرية قبية الواقعة في الضفة الغربية، و50 شخصاً في مخيم البريج للاجئين في غزة. كما أنه متهم بالتورط في مذبحة صبرا وشاتيلا في العام 1982. ومع ذلك أصبح رئيساً للوزراء. وقد سمي متنزه في تل أبيب باسم شارون، إضافة إلى قاعدة عسكرية في صحراء النقب.

ويذكر هيلر ان قبر باروخ قولدستيين والذي ارتكب مجزرة في الحرم الإبراهيمي في الخليل أصبح مزاراً لكثير من المستوطنين الإسرائيليين، والذين أصبحوا يقدسون ضريحه كبطل ذي أيادي بيضاء وقلب نظيف.

هذا غيض من فيض.

 

 

Email