لا تنتظر.. ابدأ مشروعك الخاص خلال هذا العام

ت + ت - الحجم الطبيعي

شهد عام 2019 تحولات كبيرة على مستوى العالم في دعم وتشجيع الاستثمار ودعم إقامة المشروعات بمختلف أحجامها وأنشطتها، ولقد استعرضنا العديد من المبادرات الحكومية على مستوى العالم في مقالات سابقة، والتي تحاول الحكومات من خلالها كسب ود المستثمرين عن طريق منح الجنسيات والإقامات طويلة المدى، والتملك الكامل للمشروع وغير ذلك من التسهيلات.

ولدينا في دولة الإمارات باع طويلة في التسهيلات المختلفة لأصحاب المشروعات والمستثمرين، وتم تتويج هذه المبادرات هذه السنة بالإعلان عن حزمة كبيرة من المنافع ما يُرَغِّب أكثر في الاستثمار وإقامة المشروعات في دولة الإمارات، سواء للمستثمرين الكبار أم الصغار منهم، مما يجعل الطريق سهلاً جداً للعديد من فئات المجتمع لخوض غمار التجارة والمنافسة ومن ضمنهم رواد الأعمال من المواطنين في الدولة.

قلما تجد حكومة تعطيك كل شيء لبدء مشروعك ابتداءً من تهيئتك عبر دورات تدريبية متخصصة، مروراً بالمساعدة في كتابة دراسة الجدوى الاقتصادية، وتزويدك بكل المعلومات حول النشاط الذي تريد خوض غماره، وانتهاءً بالتمويل من غير نسبة فائدة تحسب على القرض، هذا وجاء العام الحالي 2019، حاملاً العديد من الأخبار السارة الأخرى، كعدم اشتراط وجود موقع أو مكتب للمؤسسة للعديد من الأعمال، بالإضافة إلى إطلاق برامج عبر الشبكة العنكبوتية يتم من خلالها إصدار رخصة لمزاولة نشاط اقتصادي خلال دقائق.

لذا نقول لرائد الأعمال ما الذي تنتظره، الطريق أمامك مفتوح وممهد والحكومة بكل أطيافها ومؤسساتها معك، هذا العام يعد فرصة ذهبية لمن لديه فكرة لمشروع صغير ويود البدء فيه، التسهيلات كلها موجودة، ويومياً يتم الكشف عن العديد من المبادرات الداعمة للأنشطة التجارية في الدولة سواء على مستوى الحكومة الاتحادية أو على المستوى المحلي لكل إمارة، وما عليك سوى أن تتصل على الدائرة الاقتصادية في الإمارة التي تقطنها والسؤال عن الإجراءات والأوراق المطلوبة للبدء بنشاطك التجاري الخاص.

ومن ضمن التسهيلات الكبيرة التي تم منحها لرواد الأعمال رخصة بمسمى التاجر الإلكتروني أو رخصة التجارة الإلكترونية، مثل هذه الرخصة ستسمح لك بالعمل في أي وقت ومن أي مكان، ما عليك سوى أن تكون جالساً أمام جهاز الكمبيوتر الخاص بك، وتدير مشروعك التجاري بكل أريحية.

وسنستعرض الآن بعض الخطوات المطلوبة منك للبدء:

أولاً: اقتل الفكرة التجارية بحثاً، لا تعتمد فقط على مصادر من شبكة الإنترنت فقط، بل تواصل مع الغرفة التجارية في إمارتك واطلب كل المعلومات عن عدد الشركات ذات النشاط التجاري المشابه لنشاطك والتي تعمل الآن في السوق، وأهم المعلومات عن هذه الشركات، وما هي الخدمات التي تقدمها، وما هي الفئات المستهدفة لمثل هذه المشروعات، كل هذه المعلومات ستجعلك تفكر بأهم نقطة قبل البدء في المشروع، وهي ما هو الجديد الذي ستقدمه أنت عند إطلاق مشروعك، لذا وجب الانتباه أن التكرار في الخدمات أو المنتجات قد لا يخدم عملك، ولكن الابتكار وصنع الجديد هو الذي سيجعل العميل يترك شركته التي كان يتعامل معها، ويفضل العمل مع شركتك أنت.

ثانياً: إذا كان مشروعك برأس مال مرتفع، وفيه بعض المخاطرة فمن الأفضل إعداد دراسة مبسطة، والاستعانة بقسم الاستشارة الموجود في دائرة التنمية الاقتصادية في إمارتك من أجل تغطية أي جوانب نقص قد تكون في دراسة الجدوى التي أعددتها، أما إذا كان المشروع برأس مال صغير قد لا يحتاج للجدوى الاقتصادية، ولكن يحتاج بأقل تقدير إلى نقاط رئيسية حول التكلفة الإجمالية للبدء بالنشاط.

ثالثاً: توجه إلى المنصة الإلكترونية التي تتبع دائرة التنمية الاقتصادية في إمارتك، وابدأ بإصدار الرخصة التجارية لمشروعك، وبذلك تكون قد وضعت قدمك على الطريق الصحيح، وبدأت بالخطوة الأولى في طريق ريادة الأعمال، والتي تعتبر أهم الخطوات على الإطلاق، متمنين لك التوفيق والعون من الله تعالى في رحلة نجاحك.

وخلاصة القول، لا تجعل فرصة سانحة أمامك إلا واعمل على الاستفادة منها، ومن الذكاء أن تستفيد من هذه التسهيلات والتي قد لا تتكرر خلال السنوات المقبلة، التجارة أصبحت أكثر سهولة، ولا تحتاج إلا لشخص جسور وجريء، يتخذ قراره بالبدء في هذه التجربة المثيرة.

 

Email