«إينوك» وتعزيز أخلاقيات العمل

ت + ت - الحجم الطبيعي

تُعدّ أخلاقيات العمل جزءاً لا يتجزأ من هوية مجموعة «إينوك» وأنشطتها كافة، سواء كان ذلك على صعيد العلاقات الداخلية أو الخارجية، ومن اتخاذ القرار وحتى الأداء والتنفيذ، حيث يحتل مبدأ النزاهة موقعاً بالغ الأهمية في سلسلة اتخاذ القرار على مستوى الأفراد أو الشركات بغض النظر عن مستوى الضغوطات الناجمة عن القطاع، مما يجعل اتباع الخيار الأخلاقي واجباً والتزاماً يسري على جميع موظفي المجموعة وشركائها.

ولا بد من النظر إلى الأخلاقيات السليمة على أنها حجر الأساس لمفهوم الموثوقية، وهو ما يكتسي بدوره أهمية قصوى بالنسبة إلى شركة رائدة على مستوى الدولة على غرار مجموعة «إينوك». فقد مثّلت أخلاقيات العمل ركناً أساسياً في جميع الأولويات الوطنية الست المفصلة في رؤية دبي 2021؛ وهي تحقيق رعاية صحية عالمية المستوى، وتوفير بيئة وبنية تحتية مستدامة، ونظام تعليمي راقٍ من الدرجة الأولى، ومجتمع مزدهر وهوية متماسكة، ونظام قضائي قوي وعادل، واقتصاد تنافسي قائم على المعرفة. كما شُمل مفهوم الأخلاقيات في مبدأين من المبادئ الثمانية التي أعلن عنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والتي تأسست عليها إمارة دبي، وهو «لا أحد فوق القانون».

وانطلاقاً من ذلك، تحذو اينوك في مدونة قواعد سلوكيات العمل لديها حذو رؤية دبي 2021 ومبادئها التأسيسية، وهو ما ينطبق على جميع عملياتها وأنشطتها، سواء داخل مكاتب العمل أو خارجها.

وتستند «إينوك» في جميع قطاعات عملها وعملياتها المتعددة إلى أخلاقيات العمل والممارسات الأخلاقية، ونعمل دائماً على الوفاء بالتزاماتنا، الأمر الذي يمكننا من تحقيق أعلى مستويات الثقة بين الموظفين من جهة وشركائنا وعملائنا من جهة أخرى، إذ نعمل على تنفيذ مبادرات أخلاقيات العمل والامتثال مع الموردين والشركاء التجاريين، داخل الدولة وخارجها على حد سواء، لضمان التزام الجميع بالمستوى نفسه من أخلاقيات العمل«.

وعلى الرغم من الدور المحوري الذي تُسهم به الأخلاقيات السليمة في إحداث تحول جذري في مفاهيم وتصورات شركات النفط الكبرى، إلا أن تسليط الضوء على التوجه الإيجابي لأخلاقيات العمل في قطاع الطاقة ليس بالأمر السهل؛ إذ تفرد وسائل الإعلام صفحات أكثر لتغطية الأخبار السلبية، مقارنة بالأخبار والأحداث الإيجابية.

ونذكر هنا مثال كارثة»ديب ووتر هورايزون«عام 2010، والتي تُعد إحدى أسوأ الكوارث البيئية؛ وقضية الفساد في شركة»بتروبراس«في البرازيل في 2014، والتي وصلت إلى الهيئات الحكومية؛ ومن هنا تبرز أهمية التركيز على نشر الأخبار الإيجابية وتسليط الضوء عليها من خلال التعليم والوعي.

إن الثقة بقطاعنا لاتخاذ القرارات الصحيحة تحظى بأهمية خاصة في مواجهة نقاط الضغط المتزايدة، حيث يُعدّ قطاع الطاقة مساهماً كبيراً في الاقتصاد، وتمثّل عائدات النفط وحدها أكثر من 70% من إجمالي الناتج المحلي لدولة الإمارات. إن بناء سجل أخلاقي قوي يستدعي جهوداً حثيثة ومتواصلة، بينما لا يتطلب الأمر سوى دقائق معدودة لتدمير سمعة أخلاقية استغرقت عقوداً في ترسيخها. لذلك، فإن الحفاظ على قواعدنا الأخلاقية أمر لا نقاش فيه، سواءً في العمل أو في المنزل على حد سواء.

لقد تغير مفهوم الثقة بصورة جذرية في العام الماضي، حيث وجّه الأفراد ثقتهم نحو العلاقات التي تقع في إطار قدرتهم في السيطرة عليها، ولاسيما مع أصحاب العمل، وذلك وفقاً لمؤشر إيدلمان للثقة لعام 2019. على الصعيد العالمي، يثق 75% من الموظفين في أن أصحاب العمل يتخذون قرارات صائبة، وهي نسبة أعلى من النسبة التي حققتها المنظمات غير الحكومية والتي بلغت 57%، والأعمال بنسبة 56%، والإعلام 47%. إذاً كيف يمكن لأصحاب العمل، بمن فيهم العاملون في قطاع الطاقة الاستفادة من ذلك؟ الإجابة تكمن في نجاحهم في شرح وإيصال وتقديم القيمة الحقيقية لمشاريعهم ومبادراتهم وبرامج تنمية المجتمع بهدف تعميق الثقة بين موظفيهم، فضلاً عن استقطاب متخصصي قطاع الطاقة الناشئين والاستفادة من طاقاتهم.

وتعد الأمانة والنزاهة والاحترافية الركائز الأساسية الثلاث لبرنامج أخلاقيات العمل والامتثال في مجموعة اينوك، والذي سيحتفل بعيده العاشر في العام المقبل. فقد تم إنشاء البرنامج لضمان استمرارية قواعد سلوكيات العمل الخاصة بمجموعة اينوك عبر هدفين رئيسيين؛ الأول هو الرؤية: أي الحفاظ على المعايير الأخلاقية والقيم الأساسية في المجموعة بأكملها. والثاني هو الرسالة: أي ضمان إدارة جميع الأعمال والعمليات وفقاً للسياسات والقوانين والتشريعات السارية.

ويقع على عاتق برنامج أخلاقيات العمل والامتثال مسؤولية وضع العديد من السياسات؛ مثل المركز الأخلاقي الذي يوحّد قواعد سلوكيات العمل، وقواعد سلوك الموردين لدى اينوك، وسياسة مكافحة الغش وسياسة تضارب المصالح، وسياسة الإبلاغ عن المخالفات، وسياسة الهدايا والترفيه. وهكذا فإن النهج الشمولي هو حجر الأساس في بناء أخلاقيات متينة، بعيداً عن ذهنية الأفعال الفردية المجتزأة.

* الرئيس التنفيذي لمجموعة(إينوك)

Email