الوضوح السياسي الإماراتي وانضباط المعايير

ت + ت - الحجم الطبيعي

أشرقت أنوار دولة الإمارات، فانطلقت بكل عزم وأمل نحو آفاق الريادة والصدارة، متسلحة بالقيم الحضارية التي تمكِّنها من بلوغ غاياتها النبيلة، وعلى رأس ذلك وضوح النهج، وانضباط المعايير، والتي من أهمها المصداقية والحكمة وحسن التخطيط وإرادة الخير وتحقيق السلام ونشر التقدم والنهضة والتطوير، فكانت بذلك واحة من واحات الازدهار والاستقرار، ومدرسة من مدارس الحكمة والاتزان، بعيدة كل البعد عن التلون والتخبط والأجندات الخفية المضرة كما هو شأن بعض الدول التي اشتطَّت فخرجت سفينتها عن مسارها الصحيح.

لقد كان الوضوح وانضباط المعايير نهجاً راسخاً لمؤسس دولة الإمارات المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ،طيب الله ثراه، الذي مضى برؤى مستنيرة ليحقق التقدم والخير لشعبه، وبنى سياسة الدولة على ركائز ثابتة مبنية على معايير واضحة منضبطة، فعمل على تحقيق المصلحة الوطنية لشعب الإمارات، وتعزيز الروابط الخليجية والعربية والإسلامية، وتعزيز السلام والتعاون مع كافة الدول والشعوب، فتبوأت دولة الإمارات بذلك مكانة مرموقة على خارطة العالم الحديث.

وإن الناظر في مواقف دولة الإمارات في مختلف القضايا يجد هذه السمات بارزة، وهي وضوح النهج السياسي وانضباط المعايير، فسفينة دولة الإمارات تسير بنهج رشيد مشرق، لا تميل يمنة ولا يسرة، وليس عندها ما تخفيه، بل هي ماضية بثبات في طريق النور، في خير شعبها وسعادته، وفي تعاملها مع أشقائها وأصدقائها، وفي معالجتها لمختلف القضايا والتحديات التي تواجهها، سواء في سياساتها الداخلية أو الخارجية.

وهذا الوضوح السياسي الإماراتي الذي يتجلى في مختلف المواقف والمحافل ثمرة من ثمار القيادة الحكيمة، التي تنتهج هذا النهج الأصيل، لمعدنها المطبوع على ذلك، ولاستراتيجياتها التي تستند إلى مبادئ ثابتة ومعايير منضبطة تنصب في تحقيق المصالح العليا للوطن ومحبة الخير للآخرين.

ومن أهم المعايير الإماراتية الحرص على تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة والعالم، ومواجهة المهددات التي تخل بذلك، وخاصة الإرهاب والتطرف والطائفية والتنظيمات الخارجة على القانون، وهي تنطلق في هذه القضايا من مبادئ راسخة وأسس ثابتة، لا مجاملة فيها ولا مهاودة، فعلى المستوى الداخلي سنت القوانين التي تجرّم الإرهاب والتطرف والكراهية والطائفية، وقدمت الخارجين على القانون للعدالة، وخاصة أتباع التنظيمات السرية والذئاب المنفردة وكل من يهدد أمن المجتمع واستقراره، وكذلك على المستوى الخارجي شاركت في الجهود الدولية والعربية والإسلامية لمكافحة الإرهاب، وإرساء دعائم الاستقرار في المجتمعات.

ومن المعايير الإماراتية المهمة كذلك وهي مرتبطة بما سبق تعزيز الوسطية والاعتدال، وترشيد الخطاب الديني، وضبط الفتوى، ونشر الوعي والثقافة الإيجابية، ومحاربة الفكر المتشدد بالفكر الوسطي المستنير، الذي يدعو للرحمة والتسامح والمحافظة على المقاصد الكبرى والمصالح العليا، وصيانة الدين من العابثين به، المتطرفين يميناً أو يساراً، وحفظ الهوية الوطنية، التي تقوم على ثوابت الدين والعروبة والعادات والتقاليد الأصيلة والتاريخ المشرف والتطلعات المستقبلية للريادة والصدارة، فدولة الإمارات دولة وسطية معتدلة منفتحة، ليست منغلقة على ماضيها، جامدة دون تحديث وتجديد، وليست كذلك ناكرة لماضيها وطارحة تراثها الحضاري.

ومن المعايير الإماراتية المشرقة والتي تتجلى في نهجها السياسي الواضح نصرة الأشقاء، والوقوف معهم في السراء والضراء، فقد لبَّت دولة الإمارات نداء الواجب في نصرة الشعب اليمني الشقيق، وبادرت في المشاركة في عاصفة الحزم لإعادة الشرعية في اليمن، وقدمت فلذات أكبادها في هذه الملحمة الوطنية لإعادة الأمل للشعب اليمني الشقيق، وإنقاذه من سطوة وبطش الميليشيات المتطرفة، كما وقفت مع أشقائها في كل مكان، في مختلف الظروف والأوقات، وتاريخها في هذا المضمار حافل مشرق، منذ بزوغ فجرها الساطع وإلى يومنا هذا.

ومن المعايير الواضحة كذلك في نهج دولة الإمارات الإحسان إلى الناس، ومد يد العون لكل محتاج دون تمييز، وإذا ما ذُكرت دولة الإمارات ذُكر معها معاني الكرم والسخاء والشهامة والنجدة وإغاثة الملهوف، حتى مع الدول المعادية لا تتوانى عن تقديم المساعدة للمتضررين فيها من الكوارث، والمشاركة في تخفيف الآلام عنهم، ماضية في العمل الإنساني الذي هو ركيزة أساسية من ركائز دولة الإمارات، متجاوزة كل العوائق، فخدمة الإنسان وإسعاده غاية كبرى لدولة الإمارات.

إلى غير ذلك من المعايير المنضبطة الراقية التي تتحلى بها دولة الإمارات، وتسير فيها بنهج سياسي واضح، مؤدية جميع التزاماتها تجاه مجتمعها وتجاه المجتمع الدولي، لتكون بذلك محل تقدير من الجميع.

وإن هذا النهج الواضح والمعايير المنضبطة أثمرت عن سياسات حكيمة، ومعالجات سديدة للتحديات، ساهمت في المحافظة على المصالح العليا، وتعزيز مكانة دولة الإمارات إقليمياً ودولياً، حتى غدت قدوة مشرقة، وقامة شامخة، لا يطالها حاقد ولا حاسد، فبالوضوح والانضباط تحلق دولة الإمارات في معالي المجد، لتحقق الخير والسعادة، وتنشر التسامح والوئام.

 

 

Email