رأي

الحوثيون.. مفاوضات بنفسية المهزوم

ت + ت - الحجم الطبيعي

الانتصارات التي تحققت ولا تزال تتحقق على مختلف الجبهات في اليمن من قِبل قوات الشرعية في اليمن تضع ميليشيا الحوثيين في مأزق حقيقي، حيث تضيق خيارات المناورات أمام الحوثيين، ما يقودها للجلوس إلى طاولة المفاوضات بنفسية المهزوم. لذلك يمكن للرهانات أن تكون أعلى مما هي الآن، ويمكن لوساطة الأمم المتحدة التوصل إلى حل مقبول ليس في الحديدة فحسب وإنما أيضاً في باقي المحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

لا ينكر أحد أن الميليشيا المدعومة من إيران ساهمت في وأد مشاورات السلام في جنيف التي دعا إليها المبعوث الأممي مارتن غريفيث قبل أن تبدأ، بعدما رفضوا مغادرة صنعاء، متذرعين بحجج واهية، لذلك فالحكومة اليمنية وقوات التحالف يفطنان للفخ الحوثي الذي يناور لإطالة عمر الأزمة، لذا أصرّا على مواصلة العمليات العسكرية حتى تظهر بوادر قبول سلام حقيقي من قبل ميليشيا إيران.

إن ما يجري في اليمن ليس محل خلاف على المستوى الأممي والدولي، فهناك انقلاب مسلح من قبل ميليشيا مدعومة إيرانياً، والحل هو في التراجع عنه واستعادة مؤسسات الدولة بانصياعهم للحل السياسي وتنفيذ المرجعيات، أو استكمال الحسم العسكري، على اعتبار أن ميليشيا الحوثي لا تؤمن بالسلام الحقيقي، بل تناور لكسب الوقت لإعاقة عملية تحرير المناطق الواقعة تحت سيطرتها في أعقاب الانتصارات المتلاحقة للجيش الوطني في الفترة الأخيرة.

إن استحقاقات السلام في اليمن والقائمة على المرجعيات الثلاث المتفق عليها محلياً وإقليمياً ودولياً، وهي المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وعلى رأسها القرار 2216، أصبحت أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى، وعلى الأمم المتحدة الضغط على ميليشيا إيران وإجبارها على الرضوخ للقرارات الدولية والكفّ عن أساليبها الملتوية التي أصبحت مفضوحة، حيث لديهم سجل حافل من استخدام المفاوضات كفرصة لإعادة التموضع لا يمكن السماح بحدوث هذا مرة أخرى، ونقول للحوثيين توقفوا عن انتظار الدعم من الخارج؛ لأنه لن يأتي بعد الآن حيث تواجه إيران ضغوط دولية وعقوبات أميركية، ما يعني أنها لن تلتفت لحليفها الحوثي، لذلك فإن مقترحات المبعوث الأممي لليمن مارتن غريفيث في ضوء قرارات مجلس الأمن بشأن محافظة الحديدة، ستكون بمثابة الفرصة الأخيرة أمامهم، وإذا ما تم تضييعها فسيكون الكلام للغة البنادق بإجماع دولي.

Email