عرب الخير.. وتميم «الكيماوي»

ت + ت - الحجم الطبيعي

كم كان جميلاً أن يعم الفرح كل العواصم العربية مع صفارة الحكم بنهاية المباراة التي جاء فيها الفوز الصعب والمستحق لمنتخب مصر الكروي، ليعطي «المحروسة» تذكرة العبور إلى مونديال موسكو.

وكم كان رائعاً أن يمتد شلال الفرح من ملعب «برج العرب»، حيث أقيمت المباراة، إلى «برج خليفة» في دبي الذي تزين بعلم مصر ليكون عنواناً لهذا العرس الجميل الذي أقامه أهلنا في الإمارات، وفي كل أنحاء الوطن العربي احتفاءً بالفوز. حتى أشقاؤنا الأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل شاركوا كل العرب في فرحتهم بانضمام منتخب مصر إلى منتخب السعودية الشقيق في تمثيل العرب في المونديال، وتمنى الجميع أن يلحق بهما منتخبا تونس والمغرب، كما قدروا الجهد الرائع لمنتخب سوريا الذي لم يحالفه التوفيق في المحطات الأخيرة وإن كسب احترام الجميع.

هذه المشاعر الجميلة جعلت البعض يتساءل: هل أصبحت الرياضة «أو كرة القدم بالتحديد» هي التعبير الوحيد الآن عن وحدة غائبة عن باقي المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها؟!

بالطبع «لا».. وحدة المشاعر العربية تتجلى في كل المواقف الحاسمة، ورغم الظروف الصعبة، والمؤامرات التي لا تتوقف، يبقى ما يجمع الأمة العربية هو الأبقى. عشرات السنين من الحرب المستمرة على «العروبة» لم تنجح ولن تنجح. أمنيات «إبليس الدوحة» حمد بن جاسم التي أعلنها قبل سنوات بأن «العروبة خرافة انتهت» ذهبت مثل كل أوهام «حمد وحمد» إلى مزبلة التاريخ.

ويختلف الحكام وتتنازع الأنظمة لكن الشعوب تبقى قابضة على جمر هويتها العربية عابرة بها كل المحن، لتنفجر شلالاً من الفرح بعد انتصار رياضي، كما تنفجر بركاناً من الغضب حين تجد مصر في قبضة الإخوان، أو تجد العراق أو سوريا أو ليبيا أو اليمن تواجه كل قوى الشر والدمار، أو عندما تجد «الدوحة»، وقد تحولت إلى مركز للتآمر على الأشقاء!!

كتب على هذه الأمة أن تخوض أعتى الحروب لتحافظ على استقلالها وأن تتعرض لكل المؤامرات ضد وحدتها وتقدمها، إنها تختلس لحظة فرح تجمعها من المحيط إلى الخليج، لكنها ـ في الوقت نفسه ـ تواصل معركتها ضد الإرهاب ومن يدعمونه وتواصل حربها ضد من يريدون تقويض الدولة الوطنية في العالم العربي، لكي ينتقلوا بها إلى مرحلة تقسيم ما هو مقسم في الأصل. وتقاتل بكل الوسائل حتى لا ينجح أعداء الأمة في تحويل الوطن العربي إلى «مناطق نفوذ» يتقاسمونها. وتتصدى بكل جهدها لمن يريدون مد نفوذهم إلى كل أرجاء الوطن العربي، ومن يتفاخرون بأنهم يرفعون أعلامهم الأجنبية والطائفية على عواصم عربية، ومن يستخدمون العملاء من الجماعات أو بعض المتسلطين على الحكم في بعض أقطارنا العربية.. لكي ينشروا الدمار ويثيروا الحروب الطائفية والمذهبية والعرقية.

تخوض الأمة العربية كل هذه الحروب، وتواجه شتى المخاطر، تبني بيد وتقاتل بالأخرى. تسعى ـ بكل الوسائل ـ لصد الهجمة التي تستهدف كل شيء جميل في العالم العربي. خلال الأيام الماضية كان الأسرى الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية الذين احتفلوا بالفوز في مباراة لكرة القدم، يحتفلون باتفاق المصالحة الوطنية الذي نجحت مصر في إتمامه، لتنفتح أبواب الوحدة الوطنية الفلسطينية بعد أعوام من الانقسام. وفي الوقت نفسه كانت الجهود تتواصل لإنهاء محنة أشقائنا في سوريا وليبيا، وكانت جهود إنقاذ اليمن تتواصل.

وكان محور الخير الذي يضم الإمارات ومصر والسعودية والبحرين، يؤدي كل واجباته في بناء الأوطان ويتكاتف لإنقاذ الوضع العربي. وبما في ذلك إنقاذ شعب قطر الشقيق من الهوة التي يأخذه إليها نظام «حمد وحمد» الذي يجسد ـ بكل نجاح ـ أسوأ ما أنتجه تحالف قوى الشر من جماعات الإرهاب الإخواني مع «الشرفاء!!» في إيران و«الحلفاء!!» في تركيا و«الأوصياء» في تل أبيب و«الرعاة» الرسميين وغير الرسميين الذين جعلوا من «الدوحة» العربية مركزاً للتآمر على الوطن العربي بأكمله!!

نجد كل ذلك، ومعه أيضاً، جهود للبناء، وشعوب تناضل من أجل أن تكون الأفضل، وتدفع راضية تكلفة التقدم، وتعيش لحظات من السعادة بين حين وآخر، لأنها شعوب تثق بالمستقبل وتعشق الحياة، وتتمسك بهويتها وعروبتها التي تجسد كل قيم الإنسان والعطاء.

نجد كل ذلك.. ثم نجد ـ في المقابل ـ من كانوا جزءاً من المأساة التي يواجهها العالم العربي يواصلون المهمة القذرة في دعم الإرهاب وضرب استقرار الخليج والوطن العربي، يزداد قهرهم حين يخطو أي جزء من وطننا العربي خطوة للأمام أو يحقق إنجازاً حقيقياً، يعرفون أن أمرهم انكشف أمام كل عربي، ويعرفون الأخطر وهو أن أمرهم انكشف أمام شعب قطر الشقيق، فلا يجد نظام «تميم» إلا أن يهدد شعبه بالغازات السامة والأسلحة الكيماوية!!

ما أبعد المفارقة. تجمع الرياضة أبناء الوطن العربي على فرحة بريئة بالفوز. بينما «تميم الكيماوي» يهدد ـ عبر أبرز مستشاريه ـ بإبادة أبناء قطر وقبائلها العربية بالصواريخ والغازات السامة!!

ما أبعد المفارقة.. وما أقرب النهاية التي تليق بكل من تنكر لعروبته أو تآمر عليها!!

Email