إرهاب قطر

ت + ت - الحجم الطبيعي

الإرهاب آفة مدمرة، تفتك بالعقول والأجساد، وتنشر الخراب والدمار، وقد أضحى اليوم تهديداً استراتيجياً عالمياً، لا يحتمل أي تراخ في مكافحته، ويتطلب العمل الجاد الحازم لاستئصال جذوره وتجفيف منابعه.

إن الأدهى أن يأتي الإرهاب من جار قريب، يلبس ثوب الشقيق، ولكنه يضمر الغدر والخيانة، يطعنك في ظهرك بخنجره، يقدم لك الورد بإحدى يديه والطعنة الغادرة باليد الأخرى، وهذه هي حال قطر.

الأدلة اليوم دامغة ومتضافرة على إرهاب قطر، وتزداد كثرة ووضوحاً يوماً بعد يوم، ليزداد معها الوعي العالمي بدور قطر الهدام، والتي إذا لم تصحح مسارها فستجد نفسها أمام اصطفاف دولي لتصنيفها دولة راعية للإرهاب.

نسجت قطر الخطط والمؤامرات في دهاليزها المظلمة، لضرب أمن واستقرار الدول، وكان الإرهاب إحدى أدواتها، عبر تاريخ موثق وحاضر أسود، فقد لعبت قطر في السنوات الماضية دوراً كبيراً في الدعاية لحزب الله اللبناني الإرهابي، وحشدت أدواتها الإعلامية لإضفاء صبغة البطولة والمقاومة عليه، وأجرت مقابلات مع زعيمه حسن نصر الله لتقديمه كونه بطلاً، وعملت على تلميعه وتلميع حزبه الإرهابي.

كما كانت قطر طوق النجاة للحوثيين، واليد التي امتدت لهم، لتنقذهم من هاوية الانحسار والانكسار، بعد أن أنهكتهم الحروب والهزائم، حيث ضغطت قطر على الحكومة اليمنية السابقة للتفاوض معهم، ورفع الأيدي عنهم، ودفع التعويضات المالية لهم، ما ساعدهم على لملمة صفوفهم، ووفَّر لهم التمويل، وجعلهم قوة إرهابية غاشمة، واستمرت قطر في دعمها الحوثيين بعد التحالف العربي، ليتم إثر ذلك طردها من التحالف بعد افتضاح أمرها، واستفحال غدرها.

أما اصطفاف قطر في الخندق الإيراني الإرهابي فهو مكشوف مفضوح، ووصل التعاون القطري الإيراني إلى مستوى الشراكات العسكرية، واستقدام الحرس الثوري إلى قطر، وعقد لقاءات سرية مع الجنرال الإيراني الإرهابي قاسم سليماني، وهذا ليس بغريب، فكلتا الدولتين لهما أجندات تصدير الثورات، ودعم حركات الإرهاب في المنطقة.

وقد عملت قطر على التسويق لابن لادن وتنظيم القاعدة، وتسخير قناة الجزيرة بوقاً للإرهابيين، يبثون من خلالها خطاباتهم، حتى قال منظِّر القاعدة أبو مصعب السوري (مصطفى عبد القادر الجاكيري): «كان من أنجح سياسات قطر إنشاء قناة الجزيرة الفضائية الجريئة المشهورة ذائعة الصيت»! وهذا المدح والثناء من هذا القيادي الإرهابي أمر طبيعي، فقد استفاد تنظيم القاعدة كثيراً من القناة!

ولم يقف الدعم القطري للقاعدة على المستوى الإعلامي فقط، فقد كشف شهود عيان عن وجود معسكرات لتدريب القاعدة في قطر، بما في ذلك تدريبهم على تنفيذ عمليات انتحارية، وكشفت تقارير استخباراتية عن تورط أفراد من آل ثاني في إيواء متطرفين، ومدهم بالأموال وجوازات السفر، بمن فيهم خالد شيخ محمد العقل المدبر لهجمات سبتمبر 2001، وتقديم الحماية لأبي مصعب الزرقاوي أثناء انتقاله إلى العراق عام 2002، ومنحه الأموال التي مكَّنته من تشكيل تنظيمه في العراق، والمعروف الآن بتنظيم داعش، كما كشفت هذه الشهادات والتقارير عن علاقة المصاهرة، التي كانت تربط مؤسس القاعدة بن لادن بعبد الله بن خالد آل ثاني وزير الأوقاف والداخلية القطري.

ومع اندلاع "الثورات" انطلقت قطر كالثور الجامح لتأجيج الصراعات في عدد من الأقطار العربية، فأججت الحرب الأهلية في ليبيا، وقامت بدعم الميليشيات الإرهابية فيها، واليوم يعرض الجيش الليبي العديد من الأدلة على الدعم القطري للإرهابيين، وإمدادهم بالذخائر والأسلحة التي تنقلها طائرات قطرية إلى مطارات تسيطر عليها الميليشيات الإرهابية.

كما أججت قطر الصراع في سوريا، ودعمت التنظيمات الإرهابية فيها، وخاصة جبهة النصرة (فتح الشام حالياً) فرع تنظيم القاعدة في سوريا.

وحرضت قطر ولا تزال ضد مصر، وحشدت إعلامها الموجه لإثارة الفوضى والعنف فيها، وانبرى القرضاوي بوصفه أداة من أدوات قطر الإرهابية، يحرّض بشكل متكرر ضد الأجهزة الشرطية والأمنية في مصر، وإسقاط نظامها، ودعم الإخوان المسلمين فيها، كما عمل القرضاوي على بث أفكاره التكفيرية والإرهابية عموماً، والتحريض على العمليات الانتحارية وأعمال العنف.

كما قدمت قطر الدعم للإرهابيين في البحرين، منتهجة سياسة المكر والغدر، حيث تظاهرت في العلن بأنها مع درع الجزيرة، بينما كانت في الظلام تقدم الدعم لأعداء البحرين، ومن الأدلة على ذلك المحادثات الصوتية المنشورة بين حمد العطية مستشار أمير قطر والإرهابي حسن علي سلطان، والتي تكشف عن حجم التآمر القطري لتقويض أمن البحرين.

وأما دعم قطر للإخوان المسلمين- الأم التي أنجبت كثيراً من التنظيمات الإرهابية- فكان دعماً شاملاً بشتى الوسائل، مالياً وإعلامياً وسياسياً وعسكرياً، فقطر هي أكبر حاضنة لهم، توفر لهم الدعم والدعاية والمأوى وتدعم ميليشياتهم بالمال والسلاح.

إن الحديث عن إرهاب قطر يطول، وبسبب سياسات قطر الإرهابية سالت في الوطن العربي أنهار من الدمار، وأضحى ملايين من الناس قتلى وجرحى ولاجئين ومشردين، فإلى متى يا قطر؟! إلى متى؟!

 

 

Email