مواقف في الانتخابات الأميركية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أولاً أود أن اعتذر عن إزعاج الليبراليين، وأعتقد أن كل ما أردته هو رؤية ما سوف يحدث، وهذا خطأي أنا، وكل ما فعلته هو الإشارة على وسائل التواصل الاجتماعي إلى أن الديمقراطيين الليبراليين مثل الرئيس باراك أوباما وهيلاري كلينتون قالوا أشياء سخيفة عن الأسلحة والعنف السياسي، تماماً مثل الجمهوري دونالد ترامب، الذي اشتهر بقوله أشياء سخيفة.

وبحكم سذاجتي لم أعلم أن مقارنة تعليقات الديمقراطيين السخيفة بتعليقات الجمهوريين السخيفة تثير امتعاض هؤلاء الذين يريدون أن تنتخب هيلاري كلينتون رئيسة للولايات المتحدة، ولقد جن جنون الديمقراطيين، وتتبعوني عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتتبعني اثنان منهم على صفحة فيسبوك الخاصة بأحد أصدقائي الرهبان.

قبل فترة قصيرة، قال ترامب أشياء سخيفة عدة، وافترض ضمناً أن أنصار التعديل الثاني للدستور الأميركي يمكن أن يجدوا طريقه للتخلص من كلينتون في حال تم انتخابها، وبطبيعة الحال جن جنون الليبراليين.

وكذلك الجمهوريين أيضاً، الذين يخشون البربري ترامب، لأنه في حال انتخب رئيساً فإنهم سيدفعون بعيداً عن القاعدة الرئاسية، وانقضوا على ترامب وقالوا عنه إنه متهور ورهيب، وقد يكون كذلك بالفعل، وكتب كلمات كثيرة عن كيف أن هذه هي نهاية أميركا.

وتلك هي الكيفية التي تم بها إبعاد الشعب الأميركي عن قصة هيلاري التي تلحق الضرر والتي تدور حول صديق متين والد عمر متين الذي أطلق النار بشكل جماعي في أورلاندو. وكان قد تم رصد متين في تجمع لكلينتون وفي وقت لاحق أعرب عن تأييده لها في مقابلة مع صحافيين حيث قال: «هيلاري كلينتون مناسبة للولايات المتحدة في مقابل دونالد ترامب الذي ليست لديه حلول».

وما كان يمكن لكلينتون أن تقبل تأييد والد هذا القاتل الذي أطلق النار بشكل جماعي وبادرت إلى الابتعاد عن مراسل سألها حول هذا الأمر. ولكن عندما تحدث ترامب عن مالكي السلاح بادرت حملة كلينتون إلى الصراخ بمزيد من الغضب والانفعال، وأحسب أن مؤيديها قد ابتهجوا كثيراً، نعم ابتهجوا لأنه كان بمقدورهم إبعاد الحوار عن متين.

ولكنني أتذكر أن أوباما قال شيئاً سخيفاً أيضاً عن استخدام الأسلحة للوصول إلى الأهداف السياسية. ففي عام 2008 نقلت الصحف الأميركية عنه إشارته إلى أحد موضوعاته المفضلة وهي طريقة شيكاغو. وقال أوباما في إشارة إلى الانتخابات العامة معلقاً على الدراما الغوغائية المتصلة بالانتخابات العامة: «في حال أحضروا سكيناً للقتال، سنحضر رشاشاً، هل ستحضر رشاشاً؟».

ولم يشد الجمهوريون شعرهم واتهموا أوباما بأنه يريد قتلهم، وبدلاً من ذلك مضوا ينوحون قائلين إن أوباما سلبي.

وبالفعل زدت من سوء الأمور عندما ذكرت شيئاً سخيفاً قالته هيلاري كلينتون عام 2008 بينما كنت أدافع عن السبب في أنها ظلت في عناد تمضي في الانتخابات التمهيدية الرئاسية الديمقراطية ضد أوباما.

وقالت: «زوجي لم يستكمل الترشيح عام 1992 حتى فاز في انتخابات كاليفورنيا التمهيدية، في منتصف يونيو، أليس كذلك؟ جميعنا نتذكر أن بوب كينيدي اغتيل في يونيو في كاليفورنيا. لا أفهم كيف يحدث ذلك»، منحية جانباً الدعوات إلى الخروج من السباق.

وبتعبير آخر، فإن مرشحاً رئاسياً أسود قد يتعرض للقتل وهكذا فإن هيلاري خمنت إلى أنها ينبغي أن تكون متأهبة تحسباً للطوارئ. ولم تقل ذلك بطريقة مرتبكة أو بأسلوب بلطجي على غرار قول ترامب لأشيائه السخيفة، وقالت الكلام السخيف بطريقة عقلانية ولطيفة للغاية.

 

Email