بول رايان ومؤسسة الحزب الجمهوري

ت + ت - الحجم الطبيعي

كاد ترشيح بول رايان لخوض انتخابات الرئاسة أن يطارد أحلام المحافظين لأن مؤسسة الحزب الجمهوري لن تضعه في تابوت مع إسفين خشبي. وهم لن يضعوا باقة من الثوم حول رقبته، ولن يحرقوه بالنار والكبريت، وهكذا فإنهم بعدم قتله يمنحونه الحياة فيما هم يهمسون ويهمسون ويهمسون. وهكذا فإنه يتنفس، ريان الشيطاني هذا وينطلق متجولا في العتمة السياسية التي ينجز النشطاء عملهم فيها.

ويقول رايان رئيس مجلس النواب الأميركي إنه لا يريد أن يكون مرشحا جمهوريا للرئاسة، ولكنه يرفض كليا استبعاد ذلك، إنها لعبة.

وبالتالي فهل كانت تحب المؤسسة الجمهورية أن تضع رايان في شمس كليفلاند هذا الصيف، بحيث يصبح فارسهم وينقذهم من البربر ومن غضب تكساس المحافظة؟

رايان ليس محافظا على الرغم من أنه يظهر كذلك على التلفاز. هو يشبه المحافظين، النوع ذاته الذي تحبه المؤسسة الجمهورية. هو نوع من هؤلاء المحافظين الذين يمكنهم مخاطبة محافظين حقيقيين بالطريقة ذاتها التي يتحدث بها علماء الأنثروبولوجيا إلى رجال قبائل السكان الأصليين في أفلام المغامرات القديمة. مع الصبر والأمل وغرور النخب المتعجرفة.

إلا أن رايان أيضا نوع من السياسيين الذين يتماشون مع رفع سقف الدين الفدرالي وتغذية الوحش الاتحادي، وهؤلاء لا يتمسكون بالآراء المحافظة ولو من بعيد. غير أن رايان سيسمح للمؤسسة بالتمسك بما هو مهم، أي قدرتها على الوصول وسلطتها في واشنطن، تلك هي اللعبة سواء بالكسب أو بعدم الخسارة من خلال الخسارة من الشخص المناسب، إنهم خبراء في هذا.

المؤسسة الجمهورية تكره وتخشى دونالد ترامب رجل الأعمال والملياردير الآتي من نيويورك، الرجل الفظ الذي يقود نزعة قومية أميركية متعاظمة ولا يحتاج إلى أموالهم. وخطيئته الكبرى هي أن يلعنهم في شنهم الحرب على العراق. وهم لن يسامحوه بتاتا لهذا وليس لتعليقاته حول ميغان كيلي وهايدي كروز.

إنهم يكرهون سيناتور تكساس. تيد كروز أيضا رغم أنه يسهل عليهم عبر وعده بجعل الرمل يتوهج في الشرق الأوسط. إلا أنه يرعبهم بتسميته بالكاذبين في العلن. وأعضاء من يقول عنها إنها «كارتيل واشنطن الفاسدة» الذي يشمل قيادته الجمهورية.

ليس أي من الرجلين مقبولا لديهم. وأنفقت الملايين لجعل كروز ساما ولجعل ترامب ساما أيضا بشكل صريح. نعم، فقد دعموا كروز بشكل مؤقت، واستخدموه لوقف ترامب في ويسكونسن ومنع دونالد من أن يكون له مسار واضح للمندوبين البالغ عددهم 1237، الذين سيحتاجهم ليتجنب تجمعا متلاعبا به في كليفلاند.

والآن وحيث إن هذا التجمع المتلاعب به أصبح أمرا مؤكدا، فإن البحث يتواصل عن وجه جديد.

هاتان الكلمتان على وجه الدقة «وجه» و«جديد» انطلقتا من فم المتحدث باسم المؤسسة الجمهورية كارل روف كما لو أنها جاءت بمحض الصدفة. ومنذ ذلك الحين لم تتوقف الهمسات عن رايان.

وهكذا فإنه في برنامج «هيو هويت شو» الذي يبث في شبكة سالم الإذاعية تحدّث روف عن الجوانب السلبية في المرشحين اللذين يشغلان الصدارة. والجاذبية التي قد يطرحها «وجه جديد» إذا ساد الاعتقاد أن ذلك الوجه الجديد محافظ بما فيه الكفاية.

وقال روف: «الأمر عبارة عن شخص لديه هذه القناعات التي يمكنك أن تعبر عنها بطريقة مقنعة. يمكننا أن نخرج من هذا التجمع بموقف قوي نسبيا.. إن دونالد ترامب يثير الكثير من الحماس. إلا أنه يثير الكثير من الغضب داخل الحزب الجمهوري وخارجه».

وتابع: «وقد يكون الوجه الجديد الشيء الذي يمكن أن يمنحنا فرصة لقلب هذه الانتخابات والفوز في نوفمبر المقبل على هيلاري».

هل سيثور محافظو كروز؟ نعم. هل سيثور قوميو ترامب الاقتصاديون؟ نعم. ولكن المؤسسة الجمهورية قد تعلق شبح اختيار هيلاري كلينتون لقاضيين أو ثلاثة في المحكمة الأميركية العليا وتطالب بالوحدة الجمهورية. وكل ما يجب على الزعماء فعله هو تغيير قواعد التجمع المعمول بها. وهم الذين يصنعون القواعد.

هيلاري كلينتون ليست حتمية. ويبدو أن مكتب التحقيقات الفيدرالي يطبق على فضيحة بريدها الإلكتروني، وفي هذه الأثناء فإن رايان يشجع الهمسات على نحو مراوغ، بينما يقول علنا إنه ليس مهتما وقد أبلغ رايان هويت بقوله: «لا، أنا لست هذا الوجه الجديد أنا لست هذا الشخص، أود أن أعتقد أن وجهي جديد إلى حد ما. ولكنني لا أتحمس لهذه المحادثات. أعتقد أنك بحاجة إلى خوض انتخابات الرئاسة إذا كنت تود أن تصبح رئيسا. وأنا لا أترشح إلى الرئاسة. وبالتالي انتهى الأمر. تلك هي نهاية القصة».

تعتقد إذا أن وجهك جديد إلى حد ما؟ لسوف نرى جلية الأمر في كليفلاند.

Email