رسالة إلى مؤيدي ساندرز

ت + ت - الحجم الطبيعي

فلتلزموا الصمت، يا مؤيدي بيرني ساندرز، فحملة هيلاري كلينتون تريد منكم أن تغيروا نغمة صوتكم، وعندما تفعلون ذلك، فعليكم خفضها.

وأنا لا أكترث بأن تحدثوا ضوضاء، ولكن مستشاري كلينتون لا يحبون ذلك. وهم يتحدثون كما لو كنتم لا تزالون نياماً. لكن ما هي الرسالة؟

الزموا السكون، تصبحون على خير، فلتمضوا للنوم. وها هي هيلاري نفسها في ذلك المقعد المريح في الظلام، خارجة لتوها من »غود نايت موون«، وهي قصة عائلية تروى للأطفال قبيل النوم كتبتها مارغريت وايز براون، ربما تتذكرونها من أيام طفولتكم.

تعرفون الغرفة، تلك الغرفة الخضراء الكبيرة ذات البالون الأحمر. وصورة البقرة وهي تقفز فوق القمر، والمشط والفرشاة وآنية الطعام المليئة بالحلوى، والسيدة العجوز وهي تهمس: »صمتاً«.

فلماذا تهمس هيلاري »صمتاً« للشبان الذين يتفاعلون مع »بيرني«؟ لأنها تريد أن تكون رئيسة الولايات المتحدة وأن تحكم العالم، وتحقق قدرها باعتبارها ملكة المؤسسة السياسية الأميركية الجديدة. وهي ليست بحاجة إلى قيام مؤيدي ساندرز بتدمير الأشياء، وهذا هو السبب بأن حملتها قد عملت بدأب بالغ لدفع مؤيدي ساندرز إلى التراجع.

ويعتبر ساندرز مرشحاً يتمتع بقوة دفع كبيرة على الجانب الديمقراطي. ويعتقد ناخبوه أنه يؤمن بشيء ما. وأعتقد أنه كذلك بالفعل، وأنا اختلف مع وجهات نظره، ولكنه يقف معبراً عن شيء ما.

وماذا عن هيلاري كلينتون؟ عما تعبر؟ ما الذي تؤمن به؟ إنها تؤمن بنفسها وبالسلطة، وهذا هو كل ما هنالك.

وهي تشبه فرانك أندروود. وهي ستلعب لعبة النوع. ستمضي إلى العرق، وستجبرك على تحليل عباراتها. وهذه تكتيكات وليست مبادئ أساسية. ولكنها مرشحة تحظى بدعم المؤسسة، مع أصدقائها من وول ستريت وصقور المحافظين الجدد أولئك الذين يتركون صفوف الجمهوريين ويتوجهون باتجاهها لمعانقتها. وعلى الرغم من أن ساندرز يريد أن يدخل في مناظرة معها في نيويورك فإن حملتها، حملة كلينتون، قد أوضحت قواعد الصمت.

واشتكت المحللة الاستراتيجية الرئيسية جويل بيننسون على شبكة »سي إن إن« قائلة: »ساندرز لا يقرر متى نتجادل، بالأخص عندما يدير حملة سلبية جداً ضدنا«، وأضافت: »دعونا نرى إذا رجع إلى تلك اللهجة التي قال إنه سيستخدمها. وفي حال أقدم على ذلك، فسنتحدث وقتها عن المناظرات«.

يبدو أنها توافق على مناظرة، سوف نرى. ولكن سواء أكانت هناك مناظرة أم لم تكن، فإنك يمكن أن تعرف الكثير عن المرشحة من حملتها. وإذا كانت تعمل بهذه الطريقة، وهي بحاجة إلى الأصوات، فما الذي ستكون عليه عندما تغدو ملكة العالم؟

وعلى امتداد أسابيع، كان النقاد الليبراليون وأعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيون يقولون لمصوتي ساندرز بأن يصمتوا، وأن يتخلوا عنه، فقط أغمضوا أعينكم وانضموا إلى فريق هيلاري.

ولقد همسوا بصوت المنطق في الظلام قائلين بالطريقة ذاتها التي يبدأ المتحدثون باسم المؤسسة قائلين إنه من أجل وحدة الحزب، عليكم بالتخلي عن بيرني. ومن ثم قد تجلسون في حضن هيلاري كي تحكي لكم قصة ما قبل النوم.

إنها ذاتها النغمة التي تقدم بها قادة المؤسسة الجمهورية والمتحدثون باسمها لمحافظي الحزب الجمهوري قبل سنوات، الأمر كله متعلق بأن الوحدة هي القوة، وأنه عندما نكون موحدين فقط يمكننا أن نأمل في هزيمة هؤلاء الأعداء الرهيبين الذين ينتظرون لكي ينتزعوا أشياءنا الأثيرة لدينا.

ما قد تدركه هو أن ديمقراطيي المؤسسة وجمهورييها متشابهون تماماً. هما قرنان على رأس الماعز ذاتها، ولكن لا تفكر بذلك الآن. فلن تنام أبداً.

هناك شيء قد يجعلك تغلق عينيك. ذلك الوحش المختبئ تحت فراشك: دونالد ترامب وحش مخيف الآن، وإذا أصررت على البقاء مستيقظاً، فإن هيلاري تريدك أن تركز على دونالد.

ويقول ترامب أموراً مجنونة، بحيث إنني أتساءل عما إذا كان يريد أن يكون رئيساً حقاً أم أن الضغط قد تملك ناصيته، أخيراً.. وربما كل ما يريده هو أن يخرج من الحملة الآن.

ولكن ذعر الجمهوريين والديمقراطيين من الرجل المجنون لقوله أموراً مجنونة هو أمر مسل في بعض الأحيان، وهراء ترامب يساعدنا على نسيان الوحش المختبئ تحت فراش كلينتون.

كبار مساعديها خلال عملها وزيرة للخارجية ربما يقوم عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي بالتحقيق معهم في غمار قيام المكتب بالتحقيق في كيفية حفظ الأسرار والوثائق المحظورة الأخرى في بريدها الخاص. وبعد أن يتم التحقيق معهم سيحل الدور عليها.

ليس هناك من ضمان لكون جهاز حاسوبها لم يتم التسلل إليه من قبل مخابرات أجنبية. والقضية المطروحة هنا هي ما إذا كانت مهملة فحسب، أم متعمدة ذلك، وكلا الأمرين، يعرضها لخطر قانوني وسياسي حقيقي.

وما تحتاج إليه هو أن تساور الكوابيس الديمقراطيين حول ترامب. والأفضل هو تجاهل ما إذا كانت مرشحتهم سوف تتورط في تحقيق جنائي. وبوقوع مثل هذا الضغط الكبير عليها، فإننا قد نعيد هيلاري مجدداً إلى مقعدها المريح في غرفتها الهادئة.

Email