شرف مُتبادل للفارس والجائزة

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما تمنح »جائزة الشيخ زايد« تسمية »شخصية العام« لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، فإن ذلك ينطوي على تشريف متبادل وتكريس لسياق تاريخي تتكامل فيه الرؤى والإبداعات وتثمر إنجازات فريدة في النوع والكم في زمن قياسي. جائزة تحمل اسم المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بالتأكيد هي شرف لمن يحملها وشرف لمن تسمّيه شخصية العام، كما أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد يشرّف كل جائزة أو مؤسسة ترتبط باسمه.

هذه الخطوة التي أقدمت عليها جائزة الشيخ زايد للكتاب لا تتكئ على رصيد وجداني وعاطفي فحسب، بل إنها تموج على بحر من الدلالات والإنجازات الحيّة الملموسة والظاهرة للعالم كلّه، والمنطلقة من الإمارات التي وصفها سموّه بأنها عالم في دولة وليست مجرّد دولة في العالم. إذن لسنا بصدد فائز تقليدي بجائزة تقليدية، وبالتأكيد لسنا بصدد تغلب فيه المجاملة على ربط التكريم بالإنجاز والقول بالفعل، بل بصدد وضع الحجر الكريم في مكانه، وليس مكانه سوى المعدن الثمين الذي يزداد قيمة كلّما مر عليه الوقت.

الوقت عند صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد من ذهب وأحجار كريمة، وهو بفكره وفلسفته يوائم حد التطابق بين الزمن والحياة والإنتاج كثلاثية ولدت مع الاتحاد حاملة فكر وحكمة المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وحمل رايتها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حفظه الله، وإخوانه أصحاب السمو حكام دولة الإمارات. وهي ثلاثية أثبتت قدرتها على وضع الإمارات موضع جدارية خلابة ومضيئة تجذب أنظار مليارات البشر.

من هنا فإن هذا التكريم من جائزة الشيخ زايد يمنح لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد باعتباره شخصية فاعلة وواسعة التأثير، ليس على مستوى الإمارات وحدها، بل على المستوييْن الإقليمي والدولي، نظراً للرؤية الفريدة التي يمتلكها وما حققه من إنجازات كبرى على شتى الصعد، إذ كرّس سموّه جل جهوده للارتقاء بالمجتمع الإماراتي والحفاظ على هويته وموروثه الخلاق، مع الانفتاح على العصر وعلومه ومعطياته المعرفية والثقافية.

هذه الرؤية الفلسفية وضع لها سموّه الخطط الاستراتيجية الكفيلة بتحقيق التنمية المستدامة، وبناء دولة الرفاه والعدالة وتكافؤ الفرص والتوافق الاجتماعي والتسامح الديني والانفتاح الثقافي. وهي رؤية ترجمت من خلال خطاب يلائم روح العصر ويقدّم الآفاق المفتوحة للشباب والمرأة كمكوّنين أساسيين في المجتمع المنتج ورافع العينين نحو المستقبل.

جاء هذا التكريم ذروة تؤسس لذرى أعلى، في زمن يتسم بالتحدي المعرفي والثقافي والاجتماعي وتشتت الهوية في بعض الأقطار العربية، والتجربة التي سجلها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد في هذا المجال ذات أهمية استثنائية، إذ إنها تقدم أفقاً للتقدم والتنمية. فهنيئاً لجائزة تكرّم فارساً نبيلاً، وهنيئاً لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، إذ تكرّمه جائزة تحمل اسم حكيم العرب.

Email