خديعة مشتركة

وسائل تعليمية ناجحة بلا شك تلك التي تستثمرها المدارس في إخراج الحس الإبداعي عند التلاميذ في المراحل الصفية الأولى عبر المشاريع اللاصفية والأعمال اليدوية أو الأشغال الأخرى وتكليف الطلبة بها ورصد العلامات على الإنجازات المتميزة منها.

هذه الفكرة «اللا تلقينية»، إن جاز التعبير، تكسر النمط الروتيني في التعاطي مع العملية التعليمية وتؤهل الطالب للمشاركة في اكتساب المعرفة بغير الوسائل التقليدية، ثم إنها نافذة على مستقبل الطلبة لاكتشاف المهارات التي يتمتعون بها والبناء عليها في استشراف مستقبل إبداعي ربما لا تظهره إلا هذه المشاريع التعليمية غير النمطية.

غير أن الواقع يقول غير ذلك، فالمشاريع يتم تكليف التلاميذ بها وتُحمل التكليفات إلى المنازل ليتولى الوالدان مجبرين مسؤولية الإبداع فيها وإخراجها على النحو الذي يرضي المدرسة لينال ابنهما العلامات المرصودة.

خديعة مشتركة يتعاون في حبكتها أسرة المدرسة وأسرة المنزل لإيهام الطالب الصغير الغض بأن العلامات والشهادات والثناءات يمكن أن تنال بجهود الآخرين وأن مستقبلك يمكن أن تصنعه على اكتاف المبدعين الآخرين ويكفيك أن تكون وسيطاً بين العامل الحقيقي وشهادة التقدير.