ضوء

نرتقي بأخطائنا

ت + ت - الحجم الطبيعي

ربما تكون عقدة الخطأ أو خشية الوقوع فيه من أدق المعاني النفسية التي نتصارع معها يومياً ونخوض من أجلها معارك تبريرية مفتوحة الجبهات ومتعددة الخيارات، حتى لا نقول أو نبدو أننا أخطأنا.

مشكلة تربوية اجتماعية بامتياز صنعتها في مجتمعاتنا أوهام الكمال بين الناس، وعقد الحياء المصطنع والخوف من «كلام الناس»، وكأن الناس من حولنا ملائكة يمشون مطمئنين والمخطئ شيطان رجيم.

تتشعب أعراض هذه العقدة، وتتعدد مظاهرها فمنها التشبع بحيازة العلم من أطرافه حتى يغلب على ظن أحدنا أنه الرجل الذي يعرف كل شيء، وأن مجرد سؤاله يفتح الأبواب على عقدة الخطأ المدفونة وكأنها خطيئة، فنقع في مركّب الجهل وتبديل الأقنعة ودوامة المجاملات، في الوقت الذي يتأصل في نفوسنا المزيد من فلسفة التبرير.

نحتاج بصدق إلى وقفة جادة تعطي للخطأ في حياتنا حجمه الحقيقي، وأنه محطة من محطات العمل، ونفصل بشجاعة تامة بين شخصياتنا وأعمالنا. فهل يأتي اليوم الذي نقف فيه أمام المرآة بصدق ونعلم أن أخطاءنا درجات لارتقائنا، وننقذ على أقل تقدير سريان هذه العدوى إلى أبنائنا.

Email