ضوء

عقلية القلم الأحمر

ت + ت - الحجم الطبيعي

على الرغم من وقوفنا على أرفع مناهج التربية الحديثة لأبنائنا، واستماعنا وقراءاتنا التي لا تنقطع حول هذه المواضيع إلا أننا على أرض الواقع لانزال نربي أبناءنا بالطريقة التي تربينا عليها بأخطائها وعثراتها، ولا يطفو على سطح تعاملاتنا معهم إلا الأساليب عينها التي قوّمت بها حياتنا.

إحدى أبرز تجنياتنا على أبنائنا هي ما يمكن تسميته بعقلية «القلم الأحمر» حين النظر إلى سلوك أبنائنا بعين التقييم أو التوجيه أو الرصد والتحليل، وهي منطبعة في تصرفاتنا من أوراق الامتحانات التي يحضرها أبناؤنا لنا.

فأول ما تقع عليه أعيننا الأخطاء الملونة باللون الأحمر، وننسى عشرات الإجابات الصحيحة «غير الملونة»، فإذا أبدع «المسكين» في تسعة وتسعين سؤالاً وكبا جواده في سؤال واحد كان أول مفتاح للنقاش معه: لماذا لم تعرف هذا السؤال؟ وكيف لم تفهمه ؟

 الغريب في هذا السلوك أنه ينسحب في كثير من الأحيان على علاقاتنا الاجتماعية مع أصدقائنا والمقربين منا ونستخدم المقياس ذاته، وننظر بعقلية القلم الأحمر نفسها، فأخطاء الآخرين أبرز ما نراه منهم، إن لم يكن الشيء الوحيد الذي نراه منهم، وإيجابيات من حولنا ومبادراته الحسنة لا تكاد تتعدى في نظرنا حدود الواجب المفروض عليه.

Email