نبض الشارع

جنوب السودان.. والمخرج الآمن

ت + ت - الحجم الطبيعي

كانت لحظات امتزجت فيها الدموع بفرحة الانتصار، وتحقيق حلم الانفصال، الذي صعب نواله لعقود من الزمان، ظل خلالها المواطن الجنوب السوداني، يعيش على هامش الحياة، فمن لم يمت بالرصاص الذي لم يتوقف انهماره منذ عام 1955، مات بالجوع ومرارة التشريد والنزوح، حتى أطل يوم التاسع من يوليو 2011 ليُشكّل نقطة فاصلة وانطلاقة جديدة، وبعد عامين فقط بدأت أشباح الموت تعاود الظهور.

 وما يشهده الجنوب حالياً من اقتتال بين من قادوا سفينة الانفصال أراق دماً صعب وقف نزيفه، ويُنذر بجحيم حرب أهلية بين مكونات هشة تُمثّل القبلية أهم مرتكزاتها، إنها حرب ستقضي على آمال الأمن وأحلام الاستقرار التي ظل المواطن الجنوبي يتمناهما. وعدم استقرار دولة الجنوب، وانفراط عقد الأمن فيها، لن يطالها وحدها، بل ستمتد آثاره السالبة على المنطقة برمتها.

وذلك ما جعل الكل يسارعون لإيجاد مخرج آمن للأزمة، والحيلولة دون الانزلاق إلى هاوية حرب إثنية. وفي زخم تلك التحركات الدولية يلحظ المراقب الموقف الخجول للسودان باعتبارها الدولة الأم للجنوب، ويمكن بحسب مراقبين أن يكون دورها أكثر إيجابية تجاه ما يجري في الجنوب، لما لشعبي البلدين من إرث ثقافي واجتماعي متجذر بالإضافة للمصالح المشتركة التي تربط الأشقاء.

Email