نبض الشارع

ضياع الثورة في ركام الاختلاف

ت + ت - الحجم الطبيعي

في أواخر سبتمبر الماضي شهد السودان تظاهرات احتجاجية بعد رفع الدعم عن الوقود تحولت لمطالب بإسقاط حكم المشير البشير ربع قرن، موجة الاحتجاج بدأت عفوية حركها بعض الطلاب، وجاءت أملاً لقوى المعارضة بدنو أجل النظام، واعتبرتها الحكومة مؤامرة من العملاء لتحقيق أجندة خارجية بواسطة مخربين، وبين هذا ..

وذاك أريقت دماء شباب، كانوا ضحية إطلاق رصاص حي لا يزال البلاغ فيه مقيد ضد مجهول. وأطل أكتوبر برمزيته التاريخية، حيث شهد عام 1964 أعظم انتفاضه شعبية أطاحت بالجنرال إبراهيم عبود. المعارضة دعت لإحياء الذكرى بالانتفاض وكعادة قادتها وقفوا يتفرجون، وانشغلوا بخلافاتهم عن هموم الوطن. الحكومة استغلت الموقف بتشويه صورة المتظاهرين، فوصفتهم بالمخربين والعملاء..

وبعد أيام انشق الحزب الحاكم، وتحوّلت اهتمامات الرأي العام نحو أزمة الحزب، لا أزمة الوطن، وغلاء الأسعار وضيق المعيشة الذي يعانيه الشارع السوداني، فالكل الآن منشغل بأزمة الإصلاحيين على حساب أزمة وطن مزقته الحروب . ولا عزاء للشعب سوى الإحباط المتراكم، وخيبات الأمل من الحكومة والمعارضة، والسؤال هل ضاعت الثورة في ركام الخلافات،أم لا تزال في طور التكوين، مع هدوء يسبق العاصفة؟

Email