نبض الشارع

السودان.. فنتازيا الاغتراب حلا

ت + ت - الحجم الطبيعي

ليس من أهل السودان من لم يهاجر ولم تحدثه نفسه بالهجرة، هذه عبارة تعكس ما وصل إليه الحال في السودان حيث الكل يفكر في «الاغتراب» والهجرة بحثا عن وضع اقتصادي أفضل بعد أن أصبح واقع الحياة لا يطاق بسبب الارتفاع الجنوني في الأسعار وغلاء المعيشة التي كوت نارها السودانيين بمختلف مستوياتهم إلّا من رحم ربي، وارتفاع نسبة التضخم وانخفاض سعر صرف العملة المحلية.

فأصبح هم الهجرة هو الحلم الذي يراود عقول غالبية الشباب، سيما في ظل جيوش الخريجين الذين تفرّخ عشرات الجامعات دون أن يجدوا سوقا للعمل بالبلاد. لا تكاد تجد شابا إلّا ويتحدث لك عن نيته في الهجرة بأية طريقة، حتى لو ادي ذلك للمخاطرة بالحياة، وعندما تسأله الي اين الوجهة يجيبك دون تردد «أي بلد»، فصالات المغادرة الجوية والبحرية تحتشد يوميا بالمئات إن لم نقل الآلاف.

ولم يقف الأمر علي عامة الشباب بل تعدى ذلك لهجرة الكفاءات من ذوي التخصصات سيما الطبية والتعليمية حيث تشير آخر الإحصائيات الرسمية عن هجرة أكثر من ألف من أميز أساتذة الجامعات وما يقارب الألفي طبيب خلال الشهور الماضية فيما بلغ عدد المهاجرين من كافة الشرائح خلال العام 2012 حوالي 100 ألف شخص، ولا يزال نزيف هجرة العقول السودانية مستمرا، ما سينعكس سلبا بحسب مراقبين على مسيرة التنمية بالبلاد ما لم تتخذ الدولة ما من شأنه الحد من هجرة الكوادر، ووضع خطط تشغيلية مدروسة لاستيعاب خريجي الجامعات في مشاريع تنموية.

Email