ضوء

شكوى وجواب

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يستطيع أحد أن ينكر الحضور الطاغي لجمعية حماية المستهلك عبر وسائل الإعلام بأنواعها قبل المناسبات وأثنائها وبعدها، مهددة ومتوعدة بأنها ستضرب بيد من حديد على كل من يتجرأ ويقدم على زيادة الأسعار أو التلاعب بالمستهلكين أو استغلال المواسم لإشعال حمى التنافس في الزيادات غير المبررة أو المقررة في مخطوطات وزارة الاقتصاد.

حضور تشكر عليه بلا أدنى شك، لأنه ينم عن اقتراب تلك المؤسسات والهيئات من نبض المجتمع ويشير إلى محاولات مخلصة للحيلولة دون اصطياده بشبكات هوامير السوق وفناني التخفيضات الوهمية والتنزيلات «المتصاعدة».. ولكنها مع الأسف تصدمنا بواقع أننا في أغلب الأحيان نقع فريسة سهلة وتذهب «الخطوط الحمر» لجمعيات حماية المستهلك.

لا نستطيع إنكار نجاح الجمعيات في ضبط الكثير من الأشياء في الأسواق ولكنها مع ذلك تخفق في الكثير، لا لتقصير منها في أغلب الأحيان، ولكن لأن إحدى أهم حلقات اكتمال نجاحها مقطوعة، وهي تلك التي تتصل بالجمهور.

فلا يمكن لأفراد جمعية حماية المستهلك أن يكونوا حاضرين بين كل زبون وتاجر أو بين كل ولي أمر ومحاسب مدرسة، ولكنها حين تتوعد بضبط الأسواق إنما تعتمد على وعي الجمهور المستهلك الشريك الأساس في صفقات الاستغلال أو المعين الكبير في ضبط المحتالين والمتطفلين. والغريب في أوساطنا نحن «صغار الأسماك» من المستهلكين أننا نقع في شباك «الصيادين» باستمرار ونسعى لاصطيادنا بأيدينا وأرجلنا، وبعد أن نقع للمرة الألف نصب جام غضبنا على الواقع ونقول أين جمعيات حماية المستهلك؟

Email