نبض الشارع

السودان.. أزمة تتطلّب أكثر من تغيّر وجوه

ت + ت - الحجم الطبيعي

ظلّ الشارع السوداني ولايزال بمؤسساته السياسية حكومة ومعارضة منشغلاً حد الغرق خلال الأيام القلائل الماضية بما رشح عن إجراءات وترتيبات يعتزم الرئيس عمر البشير إجراءها من أجل إخراج البلاد من أزماتها التي صارت تستفحل مع بزوغ كل فجر جديد، فعلى الرغم من أنّ مثل هذا الانتظار ليس بالأمر الجديد عند تشكيل أي حكومة سودانية طيلة سنوات حكم البشير، إلّا أنّ لهذا الانشغال ما يبرّره هذه المرة إذ إنّ تفاقم الأزمة وتوغلها في كافة مناحي الحياة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً يحتم على أي حكومة مسؤولة البحث عن مخرج تلافياً للسقوط في الهاوية.

سياسياً عجزت الدولة تماماً حسب المراقبين عن ايجاد صيغة تفاهم مع المتمردين والقوى السياسية المعارضة تجنّب البلاد ويلات الحرب المشتعلة في ثلث مساحتها، إلى جانب مرور أكثر من عامين على انفصال الجنوب دون أن تتم معالجات سياسية حاسمة للقضايا الخلافية التي تقف حجر عثرة أمام تقدّم العلاقات بين البلدين، أما من الناحية الاقتصادية فالفشل الحكومي في كبح جماح الانخفاض المتواصل لقيمة الجنيه السوداني مقابل العملات الأجنبية وفوضى الأسعار.

كل ذلك وأكثر وفق محلّلين يحتّم على الرئيس البشير اتخاذ إجراءات هيكلية جوهرية للسياسات والاستراتيجيات.

Email