العيد هذا العام غير

ت + ت - الحجم الطبيعي

كل من أقابله يقول بأن العيد الوطني هذا العام غير، حيث تحس بالفرحة على وجوه الجميع، وأن هذه الفرحة ليست مقتصرة على الصغار دون الكبار أو على المواطنين دون الوافدين بل تراها في وجوه الجميع. وكعادتنا كمحللين لا نستطيع أن نترك هذه الحالة تمر مرور الكرام دون أن نقرأ فيها سبب هذه الفرحة.

لعل الطقس كان له دور في جعل الفرحة على وجوه الجميع في هذا العيد، فالجو الجميل وزخات المطر حمست الجميع على الخروج واستثمار الوقت في طبيعة الإمارات الجميلة. فرحمة الله بهذه الأرض الطيبة جعلت هذا العيد جميلا بكل معنى الكلمة، حيث تزامنت رحمته مع أفراح الاتحاد، أدامها الله من رحمة.

ولكن النزعة السياسية في داخلنا كمحللين سياسيين لا يمكن أن تجعلنا نبتعد عن تفسير هذه الحالة بالتفسير السياسي. فنحن نرى بأن فرحة الجميع بهذا العيد الوطني هي تعبيرٌ واضحٌ عن فرحتهم بحال الدولة وحالتهم هم كأفراد يعيشون في هذا المجتمع. ففي الوقت الذي تتصارع فيه الشعوب في دول أخرى لتحقيق أهداف مرجوة لهم من أجل الوصول إلى العيش الكريم.

وفي الوقت الذي تعكس لنا شاشات التلفزة حالة عدم الاستقرار والدمار التي تعم العديد من الدول العربية، فإن أفراد مجتمع الإمارات ينعمون وبحمد الله بحالة معيشية لا وجود لها في المنطقة العربية بل وينافسون فيها أكثر الدول المتقدمة. فحالة الأمن والاستقرار التي نعيشها على أرضنا جعلتنا نحس بأن العيد الوطني الحادي والأربعين لدولتنا الحبيبة هو عيد عزيز على قلوبنا.

وأنه عيد ليس كأي عيد آخر، بل هو عيد يعبر فيه الإنسان على هذه الأرض الطيبة بحبه وتقديره للظروف التي يعيش من خلالها. إنها نعمة الأمن والأمان التي تجعلنا نحن أهل الإمارات نحتفي بهذه المناسبة في أنفسنا بشكل قد يكون مختلفا نوعاً ما عن السنوات الماضية. فكل من حولنا يحسدنا على النعمة التي نحن فيها، نسأل الله العلي القدير أن يديمها على الإمارات وشعب الإمارات ويبعد عنا عيون الحاسدين.

الأمن نعمة لا يضاهيها شيء، فهي التي تجعل الإنسان يتطور والمجتمعات تتقدم، وغير ذلك لا يؤدي إلا إلى الرجعية والتخلف. والإمارات بفضل الأمن والاستقرار القائم فيها تضرب المثل الرنان للدول العربية الأكثر تقدماً وتطوراً في مجالات تنمية الإنسان. ولعل أعظم ما يمكن أن ينظر إليه أصحاب هذا البلد هو الوقوف على المسببات التي جعلت من الإمارات أن تصل إلى هذا المستوى من الأمن والاستقرار.

ومن ثم العمل على صونها وحمايتها من يد المغرضين الذين يودون الإضرار بها. ومن يريد الإضرار بالإمارات ما هو إلا حاسد على ما وصلت إليه الإمارات وشعبها من أمن واستقرار، لاسيما وأن الإمارات هي إحدى ثلاث دول فقط عربية لم تتأثر سلباً بتطورات ما يسمى بالربيع العربي، لا لشيء سوى أن الظروف القائمة في دولتنا لا تمت بصلة لا من قريب ولا بعيد بالظروف القائمة في الدول العربية الأخرى.

بالفعل العيد الوطني هذا العام غير، وفرحة الناس بهذا العيد هذه السنة غير. فمع تخوف العديد من الشعوب العربية من أنظمتها الحاكمة وخشيتها من سياسات القمع التي تتبعها تلك الأنظمة ضد شعوبها ينعم أهل الإمارات بعلاقة استثنائية مع نظامهم الحاكم ومع حكامهم وشيوخهم الذين يضربون المثل الرائع في التواصل بين القيادة والشعب، لذلك فإننا نرى في هذا العيد فرحة استثنائية، ستجعلنا نحتفي بالعيد الوطني بشكل خاص كل عام.

كل ذلك يجعل من هذا العيد مناسبة جميلة للجميع، وتفرح بها وجوه كل من يعيش على هذه الأرض الطيبة، فالحمد لله لا خوف على الإمارات ما دام أهلها وكل من يعيش على أرضها يكنون لها كل هذا الحب ويقدرون نعمة الأمن والاستقرار التي يعيشونها على هذه الأرض المعطاءة.

 

Email