عذراً أمـن الإمـارات أولاً

ت + ت - الحجم الطبيعي

ليس من المستغرب أن نسمع أن هناك ممن حولنا من يريد بنا الإساءة، ولكن المستغرب أن يكون من هو منا يشجع مثل هؤلاء الأجانب على إساءتهم لنا.

دولة الإمارات وبفضل من الله وحكمة من قيادتها تنعم بالأمن والأمان الذي يحسدنا عليه الآخرون، ولا يمكن للدولة أن تتنازل عن هذا الإنجاز لإرضاء حفنة من الناس قد لا تتلاقى مصالحها معهم. إن سياسة دولة الإمارات العربية المتحدة بُنيت على أسس موضوعية تأخذ في عين الاعتبار مختلف المحددات المؤثرة في أمن واستقرار الدولة، لذلك عندما تأتي الدولة لاتخاذ إجراء معين فإنها تتخذه من منطلق تلك السياسة التي وضعت هدفها الأسمى حماية أمن وسلامة الدولة ورعاياها.

إن الهدف الأعلى للمواطن في أية دولة ما كانت هو أمنه وسلامته والذي يرتبط وبشكل كبير ومباشر بأمن وسلامة الدولة، ولا يمكن لمثل هذا الأمن أن يتحقق إذا لم تكن للدولة من القوة والقدرة على لجم جماح كل من يحاول إثارة ما يمكن أن يهدد أمنها وسلامتها.

وإلا لأصبحت أرضنا مرتعاً لكل أشكال الأفكار المتشددة والهدامة من جماعة القاعدة وفلولها، إلى نبيحة الطائفية وأحزابها، والإخوانية وجماعتها، وإسرائيل وإرهابها.

لقد نجحت الدولة في أن تحقق هذا الهدف وبشكل ملفت للأنظار، حيث تمكنت من تبوأ مركز الصدارة بين الدول العربية في مؤشرات تنمية الإنسان وأصبحت من بين أفضل الدول على المستوى العالمي. إنه خير الجميع الذي استطاعت دولة الإمارات أن تحققه، فيما فشلت دول أخرى في تحقيقه فثارت شعوبها ضد أنظمتها الفاسدة.

كلنا مع حرية الرأي ولكننا لا يمكن أن نقبل بالرأي الذي يمكن أن يضر بمكتسباتنا التي تحققت لنا خلال الأربعين سنة من نشأة الدولة.

لقد فتحت دولة الإمارات العربية المتحدة أبوابها للجميع - وخاصة الأخوة العرب منهم - للدخول إليها والعيش فيها، في الوقت الذي أغلقت أبواب بلدانهم في وجوههم. فأقل ما يمكن أن يقدم لهذه الدولة من مثل هؤلاء الأخوة هو احترام قوانينها والالتزام بحماية مكتسباتها.

فهذا الانفتاح الإنساني الذي تعيشه دولة الإمارات لا يمكن أن يترك مفتوحاً للجميع لاستغلاله في تحقيق أجندات خاصة بهم، لاسيما وأننا نعيش في منطقة تعج بالأزمات، ومن حولنا الكثير من الأطراف التي تحاول أن تخلق لنفسها مثل هذا النفوذ عندنا.

فليعذرنا الجميع إذا لم نسمح له بالتعبير عن رأيهم في الخروج بمظاهرات أو احتجاجات ضد أحداث معينة تحدث في دول أخرى، لأنه وبكل بساطة، دولة الإمارات لا تتحمل أن تعج بمثل هذه الأعمال التي ستأتي بالضرر الكبير على أمن واستقرار هذه الدولة. نحن نعرف ما يمكن أن نقوم به وما لا يمكن أن نقوم به، وليس في نيتنا أن نلعب دوراً أكبر من قدراتنا واستطاعتنا.

سوريا والسوريون عزيزون على الإمارات وشعب الإمارات ويؤلمنا ما يحدث لهم، وهذا هو الموقف الرسمي الذي أعلنته الدولة والذي يمكن الرجوع إليه في تصريحات سمو وزير الخارجية في ذلك، لكن إذا ما سمحنا للأخوة السوريين في التظاهر اليوم، فغداً قد يأتي الإيرانيون ويتظاهرون، ويأتي الهنود ويتظاهرون، ويأتي الباكستانيون ويتظاهرون، ويأتي الأفغان ويتظاهرون، ويخرج الصينيون ويتظاهرون، فهل نحن على استعداد أن نتحمل تبعات مثل تلك الأمور في مثل هذا البلد الذي يعج بجاليات كبيرة الحجم من كل صوب وحدب؟!

نعتقد أن عدم السماح بتنظيم مظاهرات هو توجه سليم ومناسب لتركيبة ووضع دولة الإمارات، ونأمل للجميع أن يتفهم موقفنا هذا.

ونأمل كذلك من إخواننا أبناء هذا البلد الذين قد تغريهم أحداث ما يسمى بالربيع العربي ويطلقون تصريحات لا مسؤولة، أن يجعلوا بلدهم وأهلهم نصب أعينهم. لقد ثار من ثار من العرب نتيجة للظلم والفساد وذل العيش الذي وصلوا إليه في عهد من لم يخف الله في شعبه.

أما نحن في الإمارات فنحمد الله على رشد حكامنا، وإنصافهم في معاملتنا. فلتنطلق أفكارنا من أصالة وعراقة هذا المجتمع ولنبتعد عن الدخيل والمستعار منها، فهي ليست إلا أفكار هدامة لا تتمنى لنا ما تحقق لنا من خير. إن مثل هذه الأفكار الدخيلة إنما تسعى لتحقيق أهداف بعيدة عن ما نصبوا نحن لتحقيقه في مجتمعنا؛ وللأسف يخرج بين الفينة والأخرى من يحاول من الخارج أن يؤججها بيننا.

فمثل هؤلاء الأشخاص لهم أجنداتهم التي يحاولون تطبيقها على أرض الواقع؛ فعلينا أن لا نسير وراءها، وأن نعلن صراحة رفضنا لها، وبأننا مع أمن دولتنا واستقرارها، ومع سيرها نحو تنمية الإنسان والنهوض به بالشكل الذي يجعلنا قدوة للآخرين الراغبين في العيش الكريم.

فليعذرني الإخوان المسلمين وشيخهم يوسف القرضاوي، ويعذرني أحبتي السوريون ومعهم برهان غليون، أمن دولة الإمارات العربية المتحدة أولاً وقبل كل شيء، ونحن أدرى بمصلحتنا من أي شخص آخر.

Email