الملامح الحضارية في انتخابات المجلس الوطني

ت + ت - الحجم الطبيعي

الإشادة والاستحسان بما يتم من خطوات تتسم بالبعد الحضاري والإصلاحي في عملية الانتخابات للمجلس الوطني الاتحادي، واجبة وضرورية على كل واحد منّا، لأن الإشادة والاستحسان يؤديان إلى المزيد من العمل الحسن، وإلى حثِّ الهمم من قبل القيادة في الدولة للمضي في هذا الطريق الحضاري.

لإحداث كل ما فيه الخير للناس.. ومن لا يقول أحسنت لمن يؤدي عملاً جيداً، فإنه يعيش في وضع تشاؤمي، والمتشائم ليس بعيداً عن الخير وحده فحسب، بل قد ينقلب إلى منّاعٍ للخير، والمتشائم مضطرب النفس، ونادراً ما تقوى يداه على البناء.

ونعود إلى قائمة الانتخابات والمرشحين لعضوية المجلس الوطني، لنرى أن نسبة المنتخبين، وعددهم يربو على 11% من نسبة المواطنين ذكوراً وإناثاً، وهذه نسبة ليست جيدة فقط، بل هي في غاية الجودة.. وفي بعض المدن الكبيرة كأبوظبي ودبي والشارقة، قد تصل نسبة المساهمة بين المواطنين إلى أكثر من 20%، بسبب الكثافة السكانية من المواطنين.

وليس المهم في ما أورده هنا من الملاحظات، أن تزداد النسبة أو تقل، ولكن المهم أن فكرة الانتخابات ومشروعها والترتيب لها، كما يتم في الإمارات، فكرة حضارية وسامية، وتشير إلى أن الإمارات العربية المتحدة ماضية إلى التحوّل والتطوّر إلى الأمام بخطوات ثابتة ومتزنة، ومؤمنة أيضاً، أن المشاركة في إدارة دفة الأمور في أي مجتمع بين السلطة والناس.

واجبة وتحتّمها دواعي الأمن والاستقرار والبناء من أجل غدٍ أفضل، وإذا شعر الفرد العادي أنه مشارك وأن رأيه له قيمة، فإنه يعمل بجد من أجل أن يسود مجتمعه الرخاء، ويقف سداً أمام التيارات المنحرفة عن الجادة الصحيحة.

وعندما نشير إلى الملامح الحضارية التي تبشر بالخير العميم، والتي لا شك في أنها ستؤدي إلى قيام مجتمع مدني حديث في هذه الدولة الفتية، فما نراه هو أن المسؤولين في قيادة الدولة حريصون كل الحرص على اجتناب كل ما من شأنه تلويث هذا المشروع الحضاري، مشروع قيام المجتمع المدني المتكاتف البعيد عن شرور الأيدولوجيات المتصارعة.

التي تقسِّم الناس إلى فئات متناحرة، والرغبة الصادقة من قيادة الدولة في إيجاد الجو النظيف والملائم للتنمية والعمار للمواطن الإماراتي، ولمن يعيش بين ظهرانيه.. وهذه الرغبة الصادقة تجسدها التصريحات التي أدلى بها المسؤولون عن الانتخابات في وزارة الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي.. والاتجاه العام للقيادة في الدولة.

وكذلك فإن النهج المخطط لهذه الانتخابات، هو الابتعاد من قبل أي مرشح أو منتخب عن أي بادرة تشير إلى العصبية القبلية والطائفية والعرقية، وما شابه ذلك من الآفات والشوائب الضارة.. ولعمري فإن هذا النهج هو النهج السليم.

وهو النهج ذو البعد الحضاري الذي يجعل من المجتمع الإماراتي مجتمعاً ينشد التقدم ولا يلتفت إلى الوراء.. ومن حق القيادة الرشيدة علينا أن نقول لها أحسنتم بوضعكم هذا النهج المدني القيّم.. النهج الذي يولّد الثقة بين الناس وبين القيادة، ويجعل أفئدة الناس في كل مكان تهفو وتتمنى أن يُتاح لها شيء مماثل في مجتمعها..

ومن الواضح أن كل شيء يشير إلى أننا ماضون في هذا الطرق المؤدي إلى قيام نهج ديمقراطي صحيح في المستقبل القريب، وعلينا أن نكون متفائلين ونشدُّ على أي يد تعمل للخير، ويكون شعارنا حب الوطن والدعوة إلى التآلف، والبعد عن أي شيء يسبب الخلل لهذا التآلف.. وعلينا أيضاً أن ننشد الأفضل في جو من التفاؤل بالخير.. ومن تفاءل بالخير وجده..

Email