الوزير منصور والسفير سلام كانا كافيين للحضور اللبناني في نيويورك

ت + ت - الحجم الطبيعي

يحظى لبنان بسفيرٍ مميَّز في نيويورك، منذ العام 2007 وحتى اليوم، هو السفير نواف سلام الذي يحمل دكتوراه دولة في العلوم السياسية من باريس وماجستير في القوانين من هارفرد ودكتوراه تاريخ من السوربون، وهو كان استاذاً في الجامعة الأميركية في بيروت قبل أن يُصبح مندوب لبنان الدائم في الأمم المتحدة، وحين تسلَّم لبنان الرئاسة الدورية لمجلس الأمن في أيار من العام 2010، كان ممثلاً بالسفير سلام.

إنه من السفراء الذين يملأون مراكزهم بكفايةٍ عالية خصوصاً انه رجل فكر حيث له مؤلفات عدة وأحدثها:

لبنان في مجلس الأمن 2010 - 2011.

هذا العقل الاكاديمي والحضور الفكري المميَّز أتاح ويتيح له الإحاطة الكاملة بالملفات التي تُطرَح في أروقة الأمم المتحدة وقاعاتها، وهو لأجل ذلك قام منذ قرابة الشهر بزيارة لبنان وأطلع الرئيس ميشال سليمان على التحضيرات لانعقاد الجمعية العمومية هذا العام وأبرز المواضيع المدرجة على جدول الأعمال، وكذلك الإتصالات الجارية في شأن انعقاد مؤتمر أصدقاء لبنان على هامش الجمعية العمومية.

إذا كان السفير سلام هو المُلِم بكل هذه الملفات، فلماذا لم يتشكَّل الوفد اللبناني إلى نيويورك هذه السنة منه ومن وزير الخارجية عدنان منصور؟

لو تحقَّق هذا الأمر لكان لبنان قد أصاب أكثر من عصفور بحجر واحد:

كان حقَّق وفراً كبيراً لجهة مصاريف الرحلة، في وقتٍ تبدو الخزينة بحاجةٍ إلى كل قرشٍ فيها، خصوصاً في ظل الأزمة التي يمر فيها البلد.

كان بإمكان رئيس الجمهورية أن يبقى في البلد ليتابع مع الرئيس المكلَّف الأشواط التي بلغتها عملية تشكيل الحكومة، وليتولى الرد على كل الطروحات المتعلِّقة بموازين القوى داخل الحكومة العتيدة خصوصاً لجهة الأحجام التمثيلية فيها.

فالرئيس عارفٌ ومواكِبٌ للظروف التي أملت تشكيل الحكومة السابقة وللظروف التي تتحكَّم بتشكيل الحكومة الحالية، فحين تجري المطالبة بتشكيلِ حكومة وفق الحجم التمثيلي للأطراف، لماذا لا يكون الجواب:

وهل هذا المعيار طُبِّق في تشكيل الحكومة المستقيلة؟

أين التمثيل بحسب الأَحجام فيها؟

ألم تكن حكومة اللون السياسي الواحد لولا قلةٍ قليلةٍ فيها؟

هذا هو الرد الأول، أما الرد الثاني فيجب أن يُركِّز على ان الحكومة التي ستُشكَّل، عليها أن تتعلَّم من تجربة الحكومة السابقة لجهة تحاشي الوقوع في فخ اللون السياسي الواحد.

أما لجهة المساعدات فإن لبنان سيتحمَّل كلفة الوفد الفضفاض مع تيقنه بأنه سيعود بخفَّيْ الوعودِ، وإذا لم يصدِّق فما عليه سوى متابعة ما جرى مع الأردن الذي يشبه لبنان في تحمُّل أعباء النازحين السوريين، ففي هذا المجال، وحول تلقي الحكومة الأردنية مبلغ 5 مليارات دولار من جهات عديدة لاستيعاب آثار أزمة النازحين السوريين، يقول وزير الخارجية الأردني حسين المجالي إن الوعود شيء وتطبيقها على أرض الواقع شيء آخر، فما تلقّاه الأردن من مساعدات لا يعادل ثلاثين في المئة مما دفعه.
إن وضع لبنان ليس أفضل حالاً من وضع الأردن، لكن الفارق هو ان الأردن تجرأ على كشف ما يعانيه، فلماذا لا يحذو لبنان حذوه؟
ألم يكن من الأجدى أن يُلقي كلمةَ لبنان وزير خارجيته أو سفيره في نيويورك؟
فإذا كانت هناك نية دولية لمساعدة لبنان فإن هذه المساعدة ستُقَدَّم سواء ترأس رئيس الجمهورية الوفد أو ترأسه وزير الخارجية أو حتى السفير نواف سلام.
 

Email