هل يجوز أن ينتهي العهد بفراغَيْن سياسي وإداري؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

ثمانية أشهر وينتهي عهد الرئيس العماد ميشال سليمان، إذاً بدأ العدُّ العكسي ولم يعد ينفع في شيء مطالبته بأي شيء، فما لم يتحقق في بداية العهد، حين الزخم يكون في اندفاعته القوية، لن يتحقق في نهاية العهد حين يبدأ الإحتساب بالشهور ثم بالأسابيع ثم بالأيام.

لكن إذا كانت المطالبة صعبة فإن المراجعة ممكنة وضرورية ومطلوبة. فلقد جاء هذا العهد ليملأ الفراغ لكنه يكاد أن ينتهي والفراغ يطال كل زوايا الوطن.

إنتُخِب الرئيس ميشال سليمان رئيساً للجمهورية في أيار من العام 2008، بعد فراغ في سدة الرئاسة دام ثمانية أشهر، ملأ الفراغ في الموقع الأول على أمل أن تبدأ ورشة ملء الفراغات في المواقع الإدارية على كل المستويات، لكن الذي حصل هو العكس.

لقد تعاقبت على السلطة التنفيذية منذ بداية العهد وحتى اليوم ثلاث حكومات هي على التوالي:

حكومة الرئيس فؤاد السنيورة ثم حكومة الرئيس سعد الحريري ثم حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، ونحن اليوم في مرحلة حكومة تصريف أعمال ورئيس مكلَّف إلى أن تسمح له الظروف بتشكيل حكومته، هكذا يكون العهد قد استهلك ثلاث حكومات على الأقل وأربع حكومات على الأكثر، ومع ذلك فقد وقع في الفراغ الإداري الكبير.

لم يَخلُ أي بيانٍ وزاري لأي حكومةٍ في هذا العهد من قضية ملء الشواغر في المواقع الإدارية سواء تلك المصنَّفة فئة أولى أو غيرها من الفئات، لكن العكس هو الذي كان يحصل إلى أن وصلت الإدارة إلى الواقع التالي:
مدير عام بالوكالة، مدير عام بالتكليف، مدير عام بالإنابة، مُسيِّر أعمال.

أربع صفات لتشخيص حالة واحدة:

تبرير الفراغ.

ما هو الواقع الحقيقي للإدارة اليوم؟

الفراغ والشغور بلغ ٧٥%، وهو لا ينحصر في مواقع معينة دون أخرى بل يطاول كل فئات المراكز من دون إستثناء. والأخطر من ذلك أن المواقع التي لم يصل إليها الفراغ يبلغ معدَّل أعمار شاغليها نِسَباً عالية بما يؤثِّر على إنتاجيتهم.

فإذا أخذنا، على سبيل المثال لا الحصر، واقع المحافِظين، فماذا نجد؟

معظم المحافظات شاغرة ويتم ملؤها بالوكالة كما هو حاصل بالنسبة إلى محافظتي بيروت وجبل لبنان، فمحافظ بيروت يشغله بالوكالة محافظ الشمال، ومحافظ جبل لبنان يشغله بالوكالة محافظ البقاع، وهو عُيِّن في هذا المنصب في البقاع منذ كان الرئيس سليمان قائداً للجيش وما زال في موقعه حتى اليوم، وإذا أُجريت جردة بتاريخ المحافِظين في لبنان وبقائهم في مناصبهم أطول فترة ممكنة لكان محافظ البقاع وجبل لبنان من الأوائل في اللائحة إذ إنه ما زال في منصبه منذ أكثر من عشر سنوات لا بل تولَّى أيضاً محافظة جبل لبنان بالوكالة، وقد ينتهي عهد الرئيس سليمان ويبقى في موقعه! هل من سر أو لغز؟

العِلم عند الناس هذه المرة، وربما لهذه الأسباب آثر المحافِظ أن لا يُعيَّن سفيراً وفضَّل أن يبقى في المحافَظتين؟

ولكن هل هذا سببٌ كافٍ لتجميد التعيينات؟

هل يجوز أن يتم شلّ البلد إدارياً من أجل منصب أو بسبب منصب؟

أياً تكن الأسباب الموجبة وغير الموجبة، المطلوب من السلطة التنفيذية الشروع بملء الفراغات لأن البلد لا يحتمل الفراغين:السياسي والإداري.

Email