إشاعة تشكيل... ولا تشكيل وهذه هي الأسباب

ت + ت - الحجم الطبيعي

حين كان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في كان، وخلال إحدى جلساته مع أصدقائه ممن كانوا ينزلون في فندق كارلتون، اسرَّ إلى أحدهم ممن كانوا في الجلسة انه فور عودته إلى بيروت سيوافق على التشكيلة الحكومية التي سيحملها إليه الرئيس المكلَّف وسيُوقِّع على مرسومها ويُرسله إلى مجلس النواب، وليَكُن ما يكون سواء أخذت الثقة أو لم تأخذ، فعلى الأقل نكون قد خرجنا من حال المراوحة.

كان هذا الكلام قبل انفجارَيْ طرابلس وقبل التلويح الأميركي والفرنسي بضربة عسكرية لسوريا. وقع الإنفجاران، قطع الرئيس إجازته وعاد، فأين أصبح توقيع الأمر الواقع؟

يبدو ان هواء بعبدا وبيت الدين غير هواء كان، ففي بعبدا يتذكَّر الصواريخ، وفي بيت الدين هو أقرب إلى المختارة حيث صوت النائب وليد جنبلاط يهمس في أذنه أن حكومة من دون حزب الله مغامرة غير محمودة العواقب.

مع ذلك جرت محاولة الأسبوع الفائت، وهي محاولة قديمة جديدة قائمة على الطرح الأول الذي يقول بحكومةٍ من أربعة وعشرين وزيراً على قاعدة الثلاث ثمانات موزَّعة بين 14 و8 آذار ورئيس الجمهورية والرئيس المكلَّف والنائب جنبلاط، وهكذا لا يكون فيها ثلثٌ مُعطِّل، لكن العقدة بقيت في مشاركة أو عدم مشاركة حزب الله فيها، فقوى الثامن من آذار تُصر على هذه المشاركة فيما قوى الرابع عشر من آذار تعتبر ان القبول بمشاركة حزب الله في الحكومة يعني تغطية له على مشاركته في القتال في سوريا. وبين هذين الرفضيْن:

رفض 14 لمشاركة حزب الله، ورفض 8 لحكومةٍ من دون حزب الله، طارت المحاولة، ويُضاف إليها سببٌ ثانٍ للرفض وهو ان معادلة الجيش والشعب والمقاومة تتمسّك بها قوى 8 آذار أكثر من أي يومٍ مضى، فيما قوى الرابع عشر من آذار ترفض هذه المعادلة وتعتبر انها صارت من الماضي بعد مشاركة حزب الله في القتال في سوريا.

هكذا يبدو أن لا حكومة في المدى المنظور، وغير المنظور أيضاً، وما المحاولات التي تجري سوى من باب رفع العتب والظهور أمام الرأي العام بمظهر مَن يحاوِل. المشكلة أن فترة السماح قد انقضت، ومع ذلك فإن الرئيس المكلَّف غير قادر على التراجع، أي الإعتذار، وغير قادر على التقدُّم، أي التشكيل.

هذا الواقع سيُضاعف من الشلل القائم وأبرز تجلياته ما سيجري اليوم، فللمرة الأولى في التاريخ المُعاصِر تُضِرب الهيئات الإقتصادية، كانت الإضرابات تقوم على النقابات، اليوم ترفع الهيئات الصوت لأن لا استمرارية من دون حكومة تُعيد الإستنهاض، فهل ستكون هذه الصرخة كافية أم ستبقى... صرخة في واد؟
 
 

Email