بعد التقدم في التحقيق

هل تنحسر موجة التفجيرات

ت + ت - الحجم الطبيعي

لولا الحشد الهائل للأساطيل والبوارج والغواصات في شرق البحر الأبيض المتوسِّط، لكان الإكتشاف الهائل في طرابلس هو الذي تصدَّر مواقع الإنترنت وشبكات التواصل الإجتماعي وكل وسائل الإعلام. ففي تطور غير مسبوق، وربما للمرة الأولى في تاريخ الصراع بين الأجهزة الأمنية اللبنانية والإرهاب، يتمكَّن أحد هذه الأجهزة، وهو فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، من كشف خيوط في جريمة تفجير السيارتين في طرابلس.
ويُسجّل للقاضي صقر صقر مثابرته وعدم رضوخه للتهويل ومحاولات الإبتزاز لثنيه عن مواصلة التحقيق حتى النهاية.
التحقيق كشف المستور: الإنفجاران كانت الغاية منهما تحقيق هدفين:
الأول إثارة فتنة مذهبية بمعنى أن يُفهَم من إنفجاري طرابلس انهما ردٌّ على إنفجار الرويس في الضاحية الجنوبية. والثاني أن يؤديا إلى إغتيال اللواء أشرف ريفي الذي يسكن في محيط أحد الإنفجارين، والشيخ سالم الرافعي الذي كان موجوداً في أحد المسجدَيْن المستهدفين، والنائب خالد الضاهر الذي كان سيصل بعد دقائق إلى أحد المسجدين لتأدية الصلاة.
لم ينجح الهدفان لكن الثمن كان مرتفعاً جداً، فعدد الضحايا قارب الخمسين وعدد الجرحى قارب الخمسمئة. ولكن، وعلى رغم هول المجزرة فإن السرعة في كشف خيوطها وملابساتها جعلتها لا تحقق المبتغى منها وجعلت الإستمرار في مسار الفتنة أكثر صعوبة بمعنى ان مسلسل السيارات المفخخة يتوقَّع له الخبراء أن ينحسر بشكل كبير جداً، من دون أن يعني ذلك ان ليس هناك خلايا نائمة إضافية، يمكن أن يتم تحريكها إنتقاماً من كشف شبكة طرابلس وربما إنتقاماً من كشف شبكة تفجيرية منذ قرابة العام.
إحتمال انحسار التفجيرات أكده مصدر أمني رفيع المستوى لكنه دعا في الوقت عينه إلى مواصلة الحذر لأنه واجبٌ في مثل هذه الظروف.
الإرتياح على مستوى ملف التفجيرات لم يقابله الإرتياح ذاته على ارتدادات الضربة المفترضة على سوريا على الداخل اللبناني. اللبنانيون يتحسسون الحرب قبل غيرهم ويعرفون مفاعيلها التي بدأت تظهر تباعاً، ومنها:
التعديل المفاجئ في مواعيد رحلات شركات الطيران الأوروبية إلى بيروت، وحصر وصولها بساعات النهار.
كذلك قيام السفارة الأميركية في بيروت بتعليق العمل بحوالى ستة آلاف تأشيرة سياحية والإبقاء على تأشيرات العمل والدراسة.
هكذا بات مكتوباً على اللبناني أن يتحمَّل تداعيات الحرب سواء وقعت أو لم تقع، وهو يُسلِّم قدره لله لأن لا متكأ له في الدولة ليُسلِّمه هذا القدر.
بالمناسبة، هل يعرف أحد أين أصبح تشكيل الحكومة؟

Email