في ظل إسقاط الإعتدال مَن يُخطط إلى الفراغ؟ ولماذا؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

هل انتهى زمن الإعتدال أو بالأحرى هل المطلوب أن ينتهي زمن الإعتدال السني؟ الداعي إلى هذا السؤال، الهاجس، أنه منذ العام 2005 وحتى اليوم، يبدو ان رجال الإعتدال يتهاوون الواحد تلو الآخر، سواء بالإغتيال الجسدي أو بالإغتيال السياسي، فالرئيس الشهيد رفيق الحريري إغتيل جسدياً، والرئيس المكلَّف يتم اغتياله سياسياً من خلال عدم تمكنه من تشكيل حكومةٍ جديدة، وما بينهما اغتيالات تراوح بين السياسي والمعنوي، كان ذروتها ذاك الذي تعرَّض له الرئيس سعد الحريري الذي أُقيلت حكومته وهو مجتمعٌ مع الرئيس الأميركي باراك أوباما. كما أنه لم يعُد خافياً على أحد أن استقالة الرئيس نجيب ميقاتي لم تأتِ بضغطٍ من الخصوم بل لأنه لم يعد يتحمل ضغط الحلفاء.
 

ما المطلوب إذاً؟

إذا كانت حكومة اللون الواحد لا تستطيع أن تحكم، وحكومة الألوان المتعددة لا تستطيع أن تُبصِر النور، فهل المطلوب هو الفراغ؟

حكومة الرئيس سعد الحريري كانت حكومة وفاق وطني بامتياز، تشكَّلت من كل الأطياف والأطراف، كان فيها الثلث المعطِّل وكان فيها الوزير الملك وكانت فيها أكثرية ولم يبقَ طرفٌ في البلد إلا وتمثَّل فيها، ومع ذلك لم تستطِع ان تحكم.

وحكومة اللون الواحد كانت منسجمة لأن لا أخصام في ما بينها بل حلفاء، ومع ذلك لم تستطع أن تحكم.

هاتان التجربتان يضعهما الرئيس المكلَّف تمام سلام أمام نصب عينيه ليسأل نفسه:

وما المطلوب إذاً؟

يستعرض كل تشكيلات الحكومات فلا يرى ان أي واحدةٍ منها قد نجحت، يحاول إبتكار تشكيلة جديدة قائمة على ذروة الإعتدال يُقابَل بذروة الرفض!

إذاً الفراغ هو الحل، هكذا يستنتج، وهذا الإستنتاج ليس وحده مَن يتوصّل إليه بل معه كثيرون من السياسيين والمراقبين والمعنيين بتشكيل الحكومة.

وهذا الفراغ إلى أين يمكن أن يؤدي؟

إلى الجهات القادرة على ملئه بحكم الأمر الواقع، وهنا تكمن المفارقة الكبرى:

يعيبون على الرئيس المكلَّف انه تحدَّث عن حكومة واقع فيما هُم لا يتوانون عن إبقاء الوضع غارقاً في الأمر الواقع!

ماذا يبقى من خيارات؟

قد لا يكون المخرج سوى حكومة إنقاذ إقتصادي، فهذه الحكومة لا يمكن أن يعترض عليها أحدٌ طالما ان السلطة التنفيذية الحقيقية هي في يد الأقطاب، وهؤلاء لن يشاركوا في أي حكومة تحت أي إسم من المسميات، فهل حكومة الإنقاذ الإقتصادي ستسقط أيضاً لمصلحة الفراغ؟

ليس هذا السؤال الأساسي بل هو:

أليس الفراغ خطة ممنهجة ومبرمجة للوصول إلى واقع جديد؟

 
 

Email