هل ستلاحق الصواريخ الرئيس إلى بيت الدين...؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

أين سيكون الرشق الصاروخي الرابع؟ سؤالٌ يتبادر إلى الأذهان بعد الرشقات الثلاثة في منطقة مار مخايل ثم في منطقة الجمهور ثم في منطقة اليرزة بعبدا.

الهدف المشترك لهذه الرشقات قصر بعبدا، وكلُّ رشقٍ كان يأتي غداة موقف من مواقف رئيس الجمهورية، وفي كلِّ مرة كانت الصواريخ تقترب من الهدف:

صواريخ منطقة مار مخايل، وهي التي أُطلِقَت من إحدى تلال الجبل، إرتفعت قليلاً فأكملت طريقها إلى حيث سقطت. صواريخ منطقة الجمهور التي أُطلِقَت من منطقة بلونة قصَّرت قليلاً أو حالت خطوط التوتر العالي دون إكمالها الطريق، فلم تُكمِل طريقها. صواريخ اليرزة - بعبدا إقتربت كثيراً من الهدف قياساً بما سبقها.


المتابعون السياسيون لتوقيت الصواريخ يلاحظون انها تتزامن مع مواقف نارية لرئيس الجمهورية الذي قرر قول رأيه مهما بلغ الثمن، والتي بلغت ذروتها في عيد الجيش في الأول من آب، لكن الرئيس يقول كلمته ويمشي وهذا حق لسلامته، فحين سقطت صواريخ الأخيرة لم يبقَ في القصر بل غادر على وجه السرعة إلى عمشيت، فإذا كان الإحتياط واجب فلماذا لا يفكر المستشارون الكُثر حوالي فخامته أن ينشروا كلمته قبل إلقائها، ليكون لدى الناس متسعٌ من الوقت ليأخذوا احتياطاتهم ويغادروا منازلهم إلى أماكن آمنة أو إلى الملاجئ؟


الذين عاشوا وعايشوا الحرب، ونحن منهم، يتذكَّرون كيف كنا نتابع تصريحات السياسيين لنعرف متى ننزل إلى الملاجئ، فإثر كلِّ تصريحٍ ناري كانت تسقط رشقات غزيرة من صواريخ الراجمات، إلى درجة ان المواطنين كانوا يناشدون السياسيين أن يُطلقوا تصاريحهم النارية بعد الظهر، بعد أن يكون الناس قد أنهوا أشغالهم وعادوا إلى منازلهم أو ملاجئهم.

اليوم إنتقل الرئيس إلى المقر الرئاسي الصيفي في بيت الدين، فهل من تصريحات نارية؟

نعم كرر القول:
أنا أعتزّ بهذه المرحلة التي أمر فيها في بيت الدين في كل عام، ولكن يا للأسف، جاء عيد الفطر مرتين على التوالي والوضع في لبنان مضطرب، ويعاني مما يعانيه الوضع في الشرق الأوسط وخصوصاً في سوريا الشقيقة.

والوضع اللبناني مضطرب باقتصاده وبفكر أبنائه وقلقهم على مصير الوطن، مضطرب بوجود مخطوفين داخل الوطن، مخطوفين من داخل الوطن وفي داخل الوطن، ومخطوفين من الوطن خارج الوطن، ومخطوفين أيضاً من خارج لبنان وأصدقاء لبنان داخل الوطن.

وكنا اتفقنا جميعاً في اعلان بعبدا على تحييد لبنان عما يجري من صراعات حوله وعن عدم السماح بأن يكون لبنان منطقة عازلة أو آمنة للتدخل في سوريا لا عن طريق استقبال المسلحين وإيوائهم ولا عن طريق ارسال المسلحين وإيوائهم. اتفقنا على ضبط الحدود من قبل الجميع ولمصلحة الجميع، ولكن لم يتم تطبيق الإعلان كما يجب.
 

كما أهالي اليرزة - بعبدا تعرضوا، إذاً على أهالي بيت الدين أن يستعدوا لصلية صواريخ. والإستعداد يجب أن يشمل أيضاً دير القمر حيث الأصدقاء والبلدات المجاورة، إذا ما ابتعدت الصواريخ قليلاً عن أهدافها، ولكن إذا كانت هناك دفعة جديدة من الصواريخ إثر تكرار للمواقف النارية، فإلى أين سيمشي الرئيس وسلامته من سلامة الوطن؟

المسافة بين بيت الدين وعمشيت طويلة وليست كالمسافة بين بعبدا وعمشيت، ليس هذا هو المهم، بل المهم أن يكون الناس على بيِّنة مما سيقوله الرئيس ليُغادروا منازلهم، إذا لم تكن آمنة وللتوجُّه إلى أقرب ملجأ.

الرئيس قال كلمته ومرّ كلامه بسلام فهذا يعني ان المكوث في بيت الدين صيفاً شتاءً، يوفر على منطقة وزارة الدفاع والقصر الجمهوري والمحيط الآهل بالسكان الآمنين، ليالي رُعب.
 
 

Email