لبنان في دائرة الخطر من بوابات وصولاً للمطار

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يبعد جسر الكوكودي عن مطار بيروت أكثر من مئات معدودة من الأمتار، فهو عملياً داخل المربّع الأمني للمطار، ويمرّ عليه معظم الخارجين من المطار لأنه يُجنبّهم ازدحام السير على الطريق العادية.

ما حدث بالنسبة الى الباص الذي كان يُقلّ طاقم الطائرة التركية، هو أكثر من خوف من سلوكه طريق المطار وتساؤل للسلطة اللبنانية. فلماذا الاختباء وراء أصابع العجز؟ ولماذا لا تُسلّم السلطة اللبنانية بأن مطار بيروت في دائرة الخطر، طالما انها غير قادرة على منع عملية خطف على أسوار حرمِهِ؟ ناهيك عن كافة المناطق اللبنانية دون إستثناء.

من المؤكد والمُسلَّم بهِ أنّ أهالي المخطوفين اللبنانيين في اعزاز على حق في رفع مطالبهم توصلاً الى الإفراج عن أهاليهم، لكن عليهم في المقابل أن يُثبتوا ما أعلنوه في اللحظات الاولى على عملية الخطف ان لا علاقة لهم به لأن انعكاساته على المخطوفين وعلى سمعة البلد، أو ما تبقّى منها، هو أسوأ بكثير من الوضع القائم، الدليل الى هذا الواقع ما أدلى به وزير السياحة تعليقاً على ما حدث إذ اعتبر أن الدولة مسؤولة ولا أحد غيرها، لكننا نرى ما يحدث في البلد المبني نظامه على أساس طائفي، بالاضافة الى عوائق اخرى، فعندها لا يمكن أن نطلب كثيراً من مثل ها البلد، فحادثة خطف التركيين كارثة سياحية.

الحق يُقال حين يتحدّث وزير السياحة عن كارثة سياحية، فمعنى ذلك ان عملية إنقاذ يجب أن تتم سريعاً وإلاّ سلامٌ على كل شيء بقي في هذا البلد.

وزير السياحة، وفي محاولةٍ منه لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، لفت الى وجود مئات السيّاح الأتراك في البلاد، كاشفاً عن تأمين المواكبة اللازمة لهم، كي يشعروا ببعض الأمان.

على رغم النيات الصادقة لوزير السياحة، فلماذا على السائح التركي أن يُمضي إجازته السياحية مُحاطاً برجال مدججين؟ أليست المغادرة بالنسبة إليه أفضل بكثير من السياحة في هذا الجو الأمني غير المريح؟

لكن الخطر على سمعة سلك طريق المطار تبدو مداهمة، للتذكير فقط فإنه قبل فترة غير قصيرة جزم رئيس الجمهورية بأن مطار بيروت وطريق المطار خط أحمر، فأين أصبح إذاً هذا الجزم وهذا الخط الأحمر؟ يأتي هذا التساؤل في وقتٍ بدأت مصادر مِلاحية تُعرِب عن مخاوفها من خطوة لمنظمة الطيران الدولية تُصنّف مطار بيروت على انه مطار غير آمن. في هذه الحال، هل بإمكان لبنان أن يتحمّل تداعيات هذا القرار؟

إنّ مضاعفاته البديهية والاولية أنّ شركات التأمين في العالم سترفع من رسوم التأمين على الطائرات التي تهبط فيه، ما يؤدي الى رفع أسعار تذاكر السفر اليه، وهذه النتيجة ستجعل المسافرين الى لبنان يُعدلون عن المجيء بسبب الكلفة المرتفعة عدا عن الكلفة الأمنية المتوقعة.

أبعد من السياحة والتأثيرات السلبية عليها من جراء حادثة الخطف، هناك همسٌ بدأ التداول به على نطاق ضيّق وهو: هل عاد استخدام لبنان ساحة تصفية حسابات عربية واقليمية؟ وهل عملية الخطف هي نتيجة هذا الكباش بين دول عربية وإقليمية إرتفع منسوب المواجهة بينها؟ ألم يسأل أحدٌ لماذا قررت تركيا سحب وحدتها من قوات الطوارئ في الجنوب؟

كل الاحتمالات متاحة، والضحيّة لبنان بإقتصاده وأمنِهِ وإستقراره.
 
 

Email