شؤون الدولة في غياب أي بصيص بتشكيل الحكومة

ت + ت - الحجم الطبيعي

الحمد لله نجحت العملية التي أُجريت في العين اليسرى لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في أحد المستشفيات المتخصصة في واشنطن، وعاد الرئيس الى بيروت ليجدَ أمامه سلسلة من الملفات التي يحتاج كل واحد منها إلى أكثر من عملية جراحية بعدما أُدخِلَت جميعها وفي آنٍ واحد، إلى غرفة العمليات تمهيداً لبدء الجراحة.

الملف الأول سيتم اليوم أو غداً على أبعد تقدير، وسيكون بالتأكيد قبل الخميس المقبل الأول من آب عيد الجيش، وهو يتمثل بتأجيل تسريح قائد الجيش من خلال قرار اداري وفق المادتين 55 و56 من قانون الدفاع، وستكون مدة التأجيل إما حتى تعيين قائد جديد للجيش وإما لمدة سنة باعتبار ان رئيس الجمهورية لا يقبل بالتمديد لمدة تقل عن سنة. ويتوقع ان يتولى وزير الدفاع إصدار قرارين: الأول بتأجيل تسريح قائد الجيش والآخر بتأخير تسريح رئيس الأركان. الصيغة كانت تُشير الى ان التمديد يكون الى حين تعيين قائد جديد للجيش، ولكن المشاورات استمرّت حول صيغة ترضي قائد الجيش ليكون التمديد لسنة. وكانت لافتة في هذا المجال زيارة التشاور التي قام بها وزير الدفاع لرئيس مجلس النواب نبيه بري، ويُعتَقَد انه تمّ في اللقاء وضع اللمسات الأخيرة على القرار الذي سيصدر.

تبقى ردة فعل العماد ميشال عون على القرار الذي سيصدر. فما هو السقف الذي ستبلغه؟ وهل ستبقى في حدود الكلام؟ أم ستكون لها ارتداداتها السياسية؟ وما هو حجمها في هذه الحال؟

الملف الثاني يتمثل في تشكيل الحكومة، التي تبدو انها تعاني من مضاعفات لا تسمح بالتأليف في الظروف الراهنة، من دون القدرة على أية خطوة.

والدليل على هذه المصاعب، الشروط التي توضَع يومياً على تشكيل الحكومة بشكلٍ يجعل تشكيلها من سابع المستحيلات.

وقد أعلن رئيس كتلة حزب الله النيابية محمد رعد: نحن مصرّون على المشاركة لا لأننا نرغب في موقع وزاري، بل لأننا نريد أن نطمَئِن إلى أنّ أحداً لا يستطيع أن يتآمر علينا. ولذلك نحن نريد حقنا في المشاركة بحسب حجمنا التمثيلي في مجلس النواب، ولقد اتفقنا مع حلفائنا على أن نشارك جميعاً أو نخرج جميعاً.

والذين يريدون أن يشكّلوا حكومة على قياس نتائج رهاناتهم على ما يحدث من حولنا في سوريا وغيرها، فهذا يعني انه لن يتم تشكيل حكومة في وقت قريب، بل ربما يحين موعد الاستحقاق الرئاسي وتكون البلاد بلا حكومة وفقاً لهذا الرهان.

إذاً، لا حكومة قبل موعد الاستحقاق الرئاسيّ، هل من كلام آخر بعد هذا الكلام؟
 

Email