دق ناقوس الخط علَّ الصرخة تنفع

ت + ت - الحجم الطبيعي

 لأن لا أحد يدق ناقوس الخطر، سنبدأ نحن بدق ناقوس الخطر.


إلى أين تأخذون البلد؟


إذا كان إلى شفير الهاوية، فالخشية هي أن يكون أصبح في الهاوية.


أيها المسؤولون والسياسيون.


بماذا نخاطبكم؟


وكيف نخاطبكم؟


هل بلغة العاطفة أم بلغة الأرقام؟


هل بلغة الوقائع أم بلغة الحقائق؟


هل بلغكم ما يجري في البلد من حقائق كارثية؟


هل بلغكم أن الإفلاسات أصبحت الجديد الوحيد يومياً؟

ما اجتمع لبنانيان إلا وكانت الكارثة الإقتصادية ثالثهما، فما يتم تداوله يسبق لغة الأرقام فالبلد صغير، وكل الناس يعرفون بعضهم وملامح الكارثة مرسومة على معظم الوجوه:
إذا كانت البداية من القطاع السياحي، لأننا نظرياً في موسم السياحة، فماذا نجد؟


نسبة الأشغال في فنادق العاصمة لا تتجاوز العشرين في المئة.


مكاتب تأجير السيارات إنخفض عملها من تأجير وتشغيل نحو خمسة عشر ألف سيارة إلى أربعة آلاف سيارة.


معظم المطاعم تئن من قلة الرواد، أما الإزدحام يوم السبت فمردُّه إلى ان هؤلاء الرواد لا يظهرون إلا يوم السبت.
 

المحلات التجارية تعاني شحاً في الزبائن وتكاد واجهاتها أمكنة للتفرج ليس أكثر. حتى السلع الإستهلاكية تراجع إستهلاكها.

ولأن الدورة الإقتصادية كلٌّ متكامل فإن الإنتكاسة في قِطاع ما تعني مباشرةً إنتكاسة في قطاع آخر، فالضربة القاصمة للقطاع السياحي يتأثر بها القطاع الصناعي والقطاع التجاري، فليس هناك شيءٌ إسمه إستهلاك مليون سائح ومغترب كما كان يحدث في سنوات العزّ في لبنان، فلا سائح ولا مغترب، لا بل أكثر من ذلك هناك السياحة المُعاكِسة إذا صحَّ التعبير حيث إنّ اللبنانيين المقيمين المقتدرين أمضوا معظمهم، عطلاتهم خارج لبنان.وإذا ما ترسَّخت هذه العادة سنوياً، فهناك الكارثة!


هذه الظاهرة ليست صحيَّة على الإطلاق، فهي وإن بدأت في الصيف، فإنها ستمتد إلى سائر العُطلات في السنة ولا سيما منها عطلات الأعياد، هكذا يتم إفراغ البلد من كل العناصر الحيّة والفاعلة فيه، وفي المقابل ماذا نجد؟
غياباً شبه كامل للمسؤولية الرسمية.


التعاطي مع هذه الأزمة التي بلغت حد الكارثة وكأنها حادثة عرضيّة أو انتكاسة ظرفيّة، مع ان الأمر ليس هكذا على الإطلاق.

هذه صرختنا، وهي صرخة تختصر وتختزل كل صرخات الشعب اللبناني، فإلى متى الإنتظار؟


هل الموت البطيء هو الحل بالنسبة إلى المسؤولين والسياسيين اللبنانيين الذين يتحمَّلون زمام البلد؟


والا يرون انفسهم عاطلين عن رفع شؤون البلاد وساهرين على انهياره بالسياسة العقيمة التي ينتهجونها؟
 

Email